نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 168
بعد هذا إلا الغرق ، فلما رأوا ما داخلها من الرعب خفضوها [1] وسكنوا من جأشها حتى سكنت ، ثم ان عمرو بن عامر دخل حديقة من حدائقه ومعه جاريتان له فبلغ ذلك طريفة ، فأسرعت نحوه ، وأمرت وصيفاً لها يقال له سنان أن يتبعها ، فلما برزت من باب بيتها عارضها ثلاث مَنَاجِدَ منتصبات على أرجلهن واضعات ايديهن على أعينهن ، وهي دواب تشبه اليرابيع يكنَّ بأرض اليمن ، فلما رأتهن طريفة وضعت يدها على عينها وقعدت ، وقالت لوصيفها : إذا ذهبت هذه المناجد عنا فأعلمني ، فلما ذهبت أعلمها ، فانطلقت مسرعة ، فلما عارضها خليج الحديقة التي فيها عمرو وثَبَتْ من الماء سُلَحْفاة ، فوقعت على الطريق على ظهرها وجعلت تريد الانقلاب فلا تستطيع ، فتستعين بذنبها وتحثو التراب على بطنها وجنبها وتقذف بالبول ، فلما رأتها طريفة جلست إلى الارض ، فلما عادت السلحفاة الى الماء مضت طريفة الى ان دخلت على عمرو الحديقة حين انتصف النهار في ساعة شديد حرها ، فإذا الشجر يتكفأ من غير ريح ، فنفذت [2] حتى دخلت على عمرو ومعه جاريتان له على الفراش ، فلما رآها استحيا منها ، وأمر الجاريتين فنزلتا عن الفراش ، ثم قال لها : هلمي يا طريفة الى الفراش ، فتكهنت وقالت : والنور والظلماء ، والأرض والسماء ، إن الشجر لتالف [3] وسيعود [4] الماء لما كان في الدهر السالف ، قال عمرو : من خَبَّرك بهذا ؟ قالت : أخبرني المَنَاجِد ، بسنين شدائد ، يقطع فيها الولد والوالد [5] ، قال : ما تقولين ؟ قالت : أقول : قول النَّدْمَان لهفاً ، قد رأيت سُلَحْفاً ،
[1] في نسخة : حفظوها [2] في نسخة : فغدت حتى دخلت على عمرو . [3] في نسخة : لهالك [4] في نسخة : وليعودن الماء كما كان . [5] في نسخة : الوالد الواحد .
168
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 168