نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 163
< فهرس الموضوعات > مبدأ التهدم < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > العرم < / فهرس الموضوعات > الهابطة طلبها ، وانحدر فيها ، ولم يتراكم حتى يعلو الجبال ، لأن في طباع الماء طلاب الخفض [1] ، فحفر الملك المصارف حتى انحدر الماء وانصرف وتدافع الى تلك الجهة واتخذوا السد [2] في الموضع الذي كان فيه بدء جريان الماء من الجبل الى الجبل ، وجعلوا فيه المخراق على ما وصفنا آنفاً ، ثم اجتذبوا من تلك المياه نهرا مرسلًا ومقدارا معلوماً ينتهي في جريانه الى المخراق ، ثم ينبعث الماء منه الى تلك الانقاب ، وهي الثلاثون مخراقاً الصغار التي قدمنا ذكرها ، وكانت البلاد عامرة على ما وصفنا آنفاً . مبدأ التهدم : ثم ان تلك الأمم بادت ومرت عليها السنون ، وضربها الدهر بضرباته وطَحَنها بكَلْكله ، وعمل الماء في أصول ذلك المخراق ، وأضعفه ممر السنين عليه وتدافع الماء حوله ، وقد قيل في المثل : إذا أثر تواتر الماء على الحجر الصلد فما ظنك بسيل يتدافع على حديد وحجر مصنوع ؟ فلما سكنت أبناء قحطان ما وصفنا من هذه الديار وتغلبت على من كان فيها من القطَّان لم تعلم الآفة من انحطام السد والمخراق وضعفه ، فغلب الماء عند تناهي السد والبنيان ، في الضعف عنه ، على السد والمخراق والبنيان ، فقذف به في جريه ورمى به في تياره وذلك إبان زيادة الماء ، واستولى الماء على تلك الديار والجنان والعمائر والبنيان ، حتى انقرض سكان تلك الأرض ، وزالوا عن تلك المواطن ، فهذه جملة من أخبار سيل العرم وبلاد سبأ . العرم : ولا خلاف بين ذوي الدراية [3] منهم ، أن العرم هو المسناة
[1] في نسخة : طلب الخفض . [2] في نسخة : وانحدر السيل . [3] في نسخة : الرواية .
163
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 163