نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 138
نفسه ، وما ذكرنا مشهور في البلاد التي سمينا ، ويمكن جميعُ ما قلنا مما حكيناه عما ذكرنا من أهل هذه البقاع ان يكون ضرباً من السوانح الفاسدة والخواطر الرديئة ، او غير ذلك من الآفات والأدواء المعترضة لجنس الحيوان من الناطقين وغيرهم ، والله أعلم بكيفية ذلك . ولم نذكر في هذا الكتاب ما ذكره أهل الشرائع ، وما ذكره اهل التواريخ ، والمصنفون لكتب البدو ، كوهب بن منبه ، وابن إسحاق وغيرهما ، ان الله تعالى خلق الجان من نار السموم ، وخلق منه زوجته ، كما خلق حواء من آدم ، وان الجان غشيها ، فحملت منه ، وانها باضت إحدى وثلاثين بيضة ، وان بيضة من تلك البيض تفلقت عن قطربة ، وهي : أم القطارب ، وان القطربة على صورة الهرة ، وان الأبالس من بيضة أخرى منهم الحارث ابو مرة ، وان مسكنهم البحور ، وأن المرَدَة من بيضة اخرى ، مسكنهم الجزائر ، وان الغيلان من بيضة اخرى ، مسكنهم الخلوات والفلوات ، وان السعالى من بيضة اخرى ، سكنوا الحمامات والمزابل [1] ، وان الهوام من بيضة أخرى ، سكنوا الهواء في صورة الحيات ذوات اجنحة يطيرون هنالك ، وأن من بيضة أخرى الدواسق ، وان من بيضة اخرى الحماميص - لأنا قد ذكرنا ذلك فيما سلف من كتبنا ، وتقدم من تصنيفنا ، وأتينا على ذكر ما تشعب من انسابهم ، والمشهور من أسمائهم ومساكنهم من الارض والبحار ، وان كان ما ذكره اهل الشرع مما وصفنا ممكناً غير ممتنع ولا واجب ، وان كان أهل النظر والبحث والمستعملون لقضية العقل والفحص يمتنعون مما ذكرناه ، ويأبون ما وصفنا ، والمصنف حاطِبُ ليلٍ ، فأوردنا ما قاله الناس