نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 118
نخل رطبة فجعل عليها طيناً رطباً ، وحملها معه وأخرج معه كلبة ، فلما ورد على حسان كسرَ يد كلبته ، ونزع الطين عن الجريدة فخرجت خضراء ، ودخل الى حسان واستعاذ به ، واخبره بالذي صنعت جديس بقومه ، فقال له الملك : لله أبوك ، فمن أين مبْدَاك ؟ قال : جئتك - أبيت اللعن ! - من أرض قريبة وقوم انتهك منهم ما لم ينتهك من أحد ، انا رباح بن مرة الطَّسْمي ، دعتنا جديس الى مدْعاة لهم فأجبناهم متفضلين في الحلل وقد أعدوا لنا السلاح عند جفانهم ، فما ذقْنا الطعام حتى صرنا حطاماً ، بلا طلب دم ولا ترَة سلفت ، فدونك - أبيت اللعن ! - قوماً قطعوا أرحامنا ، وسفكوا دماءنا ، قال الملك حسان : أمعك خرجت هذه الجريدة وهذه الكلبة ؟ قال : نعم ، فقال الملك : ان كنت صادقاً لقد خرجت من أرض قريبة ، ووعده [1] بالنصرة ، ثم نادى في حمير بالمسير ، واعلمهم بما فعل بطسم ، قالوا : من فعلَ هذا أبيت اللعن ؟ قال : عبيدهم ، قالوا : ما لنا في هذا من أرَب ، هم إخواننا فلا نعين بعضنا على بعض ، وهم عبيدك أيها الملك فدعهم ، فقال حسان : ما هذا بحسن ، أرأيتم لو كان هذا فيكم أكان حسناً لملككم أن يهدر دماءكم ، وما علينا في الحكم الا اننا ننصف بعضنا من بعض ، فقام فرسانهم فقالوا : أبيت اللعن الأمر أمرك ، فمرنا بما أحببت ، فأمرهم بالمسير ، فساروا وسار بهم رباح بن مرة حتى إذا صاروا من اليمامة على ثلاث قال رباح بن مرة للملك حسان : أبيت اللعن ان لي أختا متزوجة في جديس ليس في الارض أبصر منها ، انها تبصر الراكب على مسيرة ثلاث ليال ، وأنا اخاف ان تنذر القوم بك ، فتأمر كل واحد من أصحابك ان يقتلع شجرة من الارض فيجعلها أمامه ثم يسير .