نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 250
ملوكهم ، وقد أتينا بحمد الله على كثير من أخبارهم فيما سلف من كتبنا . وقد قيل : ان أول من نزل من الملوك ببلخ وانتقل عن العراق كيكاووس ، وقد كان سار نحو اليمن - بعد ان كان له بالعراق تمَرّدٌ على الله ، وبنيان بناه لحرب السماء - وكان ملك اليمن الذي سار اليه كيكاووس في ذلك الوقت ، شمر بن فريقس فخرج اليه شمر ، فأسره وحبسه في أضيق محبس فهَويَتْه ابنة لشمر يقال لها سعدى ، كانت تحسن اليه في خفية من أبيها ، والى من كان معه من اصحابه ، ومكث في محبسه أربع سنين ، حتى أسرى رستم بن دستان من بلاد سجستان سرية فيها أربعة آلاف ، فقتل ملك اليمن شمر بن فريقس ، واستنقذ كيكاووس ورده الى ملكه وسعدى معه ، فاعتلتْ عليه ، وأغرته بولده سياوخش ، حتى كان من أمره مع فراسياب التركي ما قد شهر من استئمانه اليه وتزوجه بابنته حتى حملت منه بكيخسرو ، وما كان من قتل فراسياب لسياوخش بن كيكاووس ، وقتل رستم بن دستان لسعدى ، وأخذه بطائلة سياوخش ، فقتل من قتله من وجوه الترك ، وعند الفرس على ما في كتاب السكيكين أن كيخسرو كان قبله على الملك جده لأبيه ، وهو كيكاووس ، ولم يعلم ممن هو ولم يكن لكيخسرو عقب ، فجعل الملك في بهراسف ، وهؤلاء القوم كانوا يسكنون بلخ ، وكانت دار مملكتهم ، وكان يدعى نهر بلخ - وهو جيحون - بلغتهم كالف ، وكذلك يسميه كثير من أعاجم خراسان في هذا الوقت بهذا الاسم . فلم يزالوا كذلك الى ان صار الملك الى « حاي » ابنة بهمن حماية بنت بهمان بن اسفنديار بن يستأنف بن بهراسف ، فانتقلت الى العراق ، وسكنت نحو المدائن . [ لهراسب ] ثم كان بعد كيخسرو بن سياوخش بن كيكاووس الملك إلى
250
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 250