نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 216
- وهو الآخر من ملوك ساسان - حين ولى منهزما قدم سريره الذهب وخزائنه وأمواله مع رجل من ولد بَهْرام جور ليسير بها إلى هذه المملكة فيحرزها هناك إلى وقت موافاته ، ومضى يزدجرد إلى خراسان فقتل هناك وذلك في خلافة عمر عثمان بن عفان رضي الله عنه ، على ما ذكرنا في هذا الكتاب وغيره من كتبنا ، فقطن ذلك الرجل في هذه المملكة ، واستولى عليها ، وصار الملك في عقبه ، فسمي صاحب السرير ، ودار مملكته تعرف بحمرج ، وله اثنا عشر ألف قرية يستعبد منهم من شاء ، وبلده بلد خشن منيع لخشونته ، وهو شعب من جبل القبخ ، وهو يغير على الخزر مستظهراً عليهم ، لأنهم في سهل وهو في جبل . مملكة اللان : ثم تلي هذه المملكة مملكة اللان ، وملكها يقال له كركنداج ، هذا الاسم الأعم لسائر ملوكهم ، وكذلك فيلان شاه ، فهو الاسم الأعم لسائر ملوك السرير ودار مملكة ملك اللان يقال لها معص ، وتفسير ذلك الديانة الدماثة ، وله قصور ومتنزهات في غير هذه المدينة ينتقل في السكنى إليها ، وبينه وبين صاحب السرير مصاهرة في هذا الوقت ، وقد تزوج كل واحد منهما بأخت الآخر ، وقد كانت ملوك اللان بعد ظهور الاسلام في الدولة العباسية اعتقدوا دين النصرانية ، وكانوا قبل ذلك جاهلية ، فلما كان بعد العشرين والثلثمائة رجعوا عما كانوا عليه من النصرانية وطردوا من كان قبلهم من الاساقفة والقسيسين ، وقد كان أنفذهم اليهم ملك الروم . وبين مملكة اللان وجبل القبخ قلعة وقنطرة على واد عظيم يقال لهذه القلعة قلعة باب اللان ، بنى هذه القلعة ملك في قديم الزمان من الفرس الأوائل يقال له اسبنديار بن يستأسف بن بهراسب ،
216
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 216