نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 83
جعل أهلها يهتفون بهم ، ويتوعدونهم ، ويذكرون قتلاهم بالحَرَّة ، فلما أكثروا من ذلك وخافوا الفتنة وهَيْجَها صعد روح بن زنباع الجذامي على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان في ذلك الجيش ، فقال : يا أهل المدينة ، ما هذا الإيعاد الذي توعدوننا ؟ إنا والله ما دعوناكم إلى كلب لمبايعة رجل منهم ، ولا إلى رجل من بَلْقَين ، ولا إلى رجل من لخم أو جُذَام ، لا غيرهم من العرب والموالي ، ولكن دعوناكم إلى هذا الحي من قريش ، يعني بني أُمية ، ثم إلى طاعة يزيد بن معاوية ، وعلى طاعته قاتلناكم ، فإيانا توعدون ؟ أما والله إنا لأبناء الطعن والطاعون ، وفضلات الموت والمنون ، فما شئتم ، ومضى القوم إلى الشام . ابن الزبير يبني الكعبة على قواعد ابراهيم : وحمل إلى ابن الزبير من صنعاء الفسيفساء التي كان بناها أبرهة الحبشي في كنيسته التي اتخذها هنا لك ، ومعها ثلاث أساطين من رخام فيها وشي منقوش قد حُشي النقش السندروس وأنواع الألوان من الأصباغ ، فمن رآه ظنه ذهباً ، وشرع ابن الزبير في بناء الكعبة ، وشهد عنده سبعون شيخاً من قريش أن قريشاً حين بنت الكعبة عجزت نفقتهم فنقصوا من سَعَة البيت سبعة أذرع من أساس إبراهيم الخليل الذي أسسه هو وإسماعيل عليهما السلام ، فبناه ابن الزبير وزاد فيه الأذرع المذكورة ، وجعل فيه الفسيفساء والأساطين ، وجعل له بابين : بابا يدخل منه ، وبابا يخرج منه ، فلم يزل البيت على ذلك حتى قتل الحجاج عبد الله ابن الزبير ، وكتب إلى عبد الملك بن مروان يعلمه بما زاده ابن الزبير في البيت ، فأمره عبد الملك بهدمه ، ورده إلى ما كان عليه آنفاً من بناء قريش وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن يجعل له بابا واحداً ، ففعل الحجاج ذلك . واستوثق الأمر لابن الزبير ، وأخذت له البيعة بالشام ، وخطب له على سائر منابر الإسلام إلا منبر طبرية من بلاد الأردن ، فإن حسان بن مالك
83
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 83