نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 73
ولما حضرته الوفاة اجتمعت إليه بنو أمية فقالوا له : اعْهَدْ الى من رأيت من أهل بيتك ، فقال : والله ما ذُقتُ حلاوة خلافتكم فكيف أتقلد وِزْرَها ؟ وتتعجلون أنتم حلاوتها ، وأتعجل مرارتها ، اللهم إني بريء منها ، مُتخلٍ عنها ، اللهم إني لا أجد نفراً كأهل الشورى فأجعلها إليهم ينصبون لها من يرونه أهلًا لها ، فقالت له أمه : ليت أني خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام ، فقال لها : وليتني يا أُماه خرقة حيض ولم أتقلد هذا الأمر ، أتفوز بنو أُمية بحلاوتها وأبوءُ بوزرها ومنعها أهلها ؟ كلا ! إني لبريء منها . وقد تنوزع في سبب وفاته ، فمنهم من رأى أنه سقي شربة ، ومنهم من رأى أنه مات حَتْفَ أنفه ، ومنهم من رأى أنه طعن ، وقبض وهو ابن اثنتين وعشرين سنة ، ودفن بدمشق ، وصلى عليه الوليدُ بن عتبة بن أبي سفيان ، وليكون الأمر له من بعده ، فلما كبر الثانية طعن فسقط ميتاً قبل تمام الصلاة ، فقدم عثمان بن عتبة ابن أبي سفيان ، فقالوا : نبايعك ؟ قال : على أن لا أُحارب ولا أُباشر قتالا ، فأبوا ذلك عليه ، فصار إلى مكة ، ودخل في جملة ابن الزبير . وزال الأمر عن آل حَرْب فلم يكن فيهم من يرومها ، ولا يتشوف نحوها ، ولا يرتجي أحد منهم لها . وبايع أهل العراق عبد الله بن الزبير ، فاستعمل على الكوفة عبد الله بن مطيع العدوي . المختار في الكوفة : فقال المختار بن أبي عبيد الثقفي لابن الزبير : إني لأعرف قوماً لو أن لهم رجلا له رفق وعلم بما يأتي لاستخرج لك منهم جنداً تغلب أهل الشام ، فقال : من هم ؟ قال : شيعة بني هاشم بالكوفة قال : كن أنت ذلك الرجل ، فبعثه إلى الكوفة ، فنزل ناحية منها ، وجعل يُظْهر البكاء على الطالبيين وشيعتهم ، ويظهر الحنين والجزع لهم ،
73
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 73