نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 56
الله ، فقال حسين : قد عزمْتُ على إتيان الكوفة ، فقال : وفقك الله ! أما لو أن لي بها مثل أنصارك ما عدلْتُ عنها ، ثم خاف أن يتهمه فقال ولو أقمت بمكانك فدعوتنا وأهل الحجاز الى بيعتك أجبناك وكنا إليك سِرَاعا ، وكنت أحق بذلك من يزيد وأبي يزيد نصيحة أبي بكر بن هشام : ودخل أبو بكر بن الحارث بن هشام على الحسين فقال : يا ابن عم ، إن الرحم يُظائرني عليك ، ولا أدري كيف أنا في النصيحة لك ، فقال : يا أبا بكر ما أنت ممن يستغش ولا يُتهم ، فقل ، فقال أبو بكر : كان أبوك أقدم سابقة ، وأحسن في الاسلام أثراً ، وأشد بأسا ، والناس له أرْجى ، ومنه أسمع وعليه أجمع ، فسار الى معاوية والناس مجتمعون عليه إلا أهل الشام وهو أعز منه ، فخذلوه ، وتثاقلوا عنه ، حرصاً على الدنيا ، وضناً بها ، فجرَّعوه الغيظ ، وخالفوه حتى صار الى ما صار اليه من كرامة الله ورضوانه ، ثم صنعوا بأخيك بعد أبيك ما صنعوا ، وقد شهدْتَ ذلك كله ورأيته ، ثم أنت تريد ان تسير الى اللذين عَدَوا على أبيك وأخيك تقاتل بهم أهل الشام وأهل العراق ومن هو أعد منك وأقوى ، والناس منه أخوف ، وله أرجى ، فلو بلغهم مسيرك اليهم لاستطغوا الناس بالأموال ، وهم عبيد الدنيا ، فيقاتلك من وعدك أن ينصرك ، ويخذلك من أنت أحب اليه ممن ينصره ، فاذكر الله في نفسك ، فقال الحسين : جزاك الله خيراً يا ابن عم ، فقد أجهدك رأيك ، ومهما يقض الله يكن ، فقال : إنا لله وعند الله نحتسب يا أبا عبد الله ، ثم دخل على الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي والى مكة وهو يقول : < شعر > كم نرى ناصحاً يقول فيُعْصى وظنين المغيب يُلْفى نصيحاً < / شعر > فقال : وما ذاك ؟ فأخبره بما قال للحسين ، فقال : نصحت له ورب الكعبة .
56
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 56