نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 55
فإنها في عُزْلة ، ولك فيها أنصار وإخوان ، فأقم بها وبُثَّ دعاتك ، واكتب إلى أهل الكوفة وأنصارك بالعراق فيخرجوا أميرهم ، فان قووا على ذلك ونفوه عنها ، ولم يكن بها أحد يعاديك أتيتهم ، وما أنا لغدرهم بآمن ، وإن لم يفعلوا أقمت بمكانك إلى أن يأتي الله بأمره فإن فيها حصوناً وشعاباً ، فقال الحسين : يا بن عم ، إني لأعلم أنك لي ناصح وعليَّ شفيق ، ولكن مسلم بن عقيل كتب إلى باجتماع أهل المصر على بيعتي ونُصْرتي ، وقد أجمعت على المسير إليهم ، قال : إنهم من خَبَرتَ وجربت ، وهم أصحاب أبيك وأخيك وقتلتك غداً مع أميرهم ، إنك لو قد خرجت فبلغ ابن زياد خروجك استنفرهم إليك وكان الذين كتبوا إليك أشَدّ من عدوك ، فان عصيتني وأبيت إلا الخروج إلى الكوفة فلا تخرجن نساءك وولدك معك ، فو الله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون اليه ، فكان الذي رد عليه : لأن أقتَلَ والله بمكان كذا أحَبُّ إلي من أن أستحل بمكة ، فيئس ابن عباس منه ، وخرج من عنده ، فمر بعبد الله بن الزبير فقال : قرت عينك يا ابن الزبير ، وأنشد : < شعر > يا لك من قُبَّرَةٍ بمعمر خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري < / شعر > هذا حسين يخرج الى العراق ويخليك والحجاز . الحسين وابن الزبير : وبلغ ابن الزبير أنه يريد الخروج الى الكوفة وهو أثقل الناس عليه ، وقد غمه مكانه بمكة ، لأن الناس ما كانوا يعدلونه بالحسين ، فلم يكن شيءٌ يُؤْتاه أحب اليه من شخوص الحسين عن مكة ، فأتاه فقال : أبا عبد الله ما عندك ؟ فو الله لقد خفت الله في ترك جهاد هؤلاء القوم على ظلمهم واستذلالهم الصالحين من عباد
55
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 55