responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 467


استطاب الموضع دعا بأهل الدير فاشترى منهم أرضهم بأربعة آلاف دينار ، وارتاد لبناء قصره موضعاً فيها ، فأسس بنيانه ، وهو الموضع المعروف بالوزيرية بسُرَّمنرأى ، وإليها يضاف التين الوزيري ، وهو أعذب الإتيان وأرَقُّها قشراً ، وأصغرها حباً ، لا يبلغه تين الشام ، ولا يلحقه تين أرجان وحلوان ، فارتفع البنيان ، وأحضر له الفَعَلة والصناع وأهل المهن من سائر الأمصار ، ونقل إليها من سائر البقاع أنواع الغروس والأشجار ، فجعل للاتراك قطائع متحيزة ، وجاورهم بالفراغنة والأشروسية وغيرهم من مدن خراسان على قدر قربهم منهم في بلادهم وأقطع أشناس التركي وأصحابه من الأتراك الموضع المعروف بكرخ سامرا ، ومن الفراغنة من أنزلهم الموضِعَ المعروف بالعمري والجسر واختطت الخطط ، واقتطعت القطائع والشوارع والدروب ، وأفرِدَ أهلُ كل صنعة بسوق ، وكذلك التجار ، فبنى الناس ، وارتفع البناء ، وشيدت الدور والقصور ، وكثرت العمارة ، واستنبطت المياه ، وجرت من دجلة وغيرها ، وتسامع الناس أن دار ملك قد اتخذت ، فقصدوها وأجهزوا إليها من أنواع الأمتعة وسائر ما ينتفع به الناس وغيرهم من الحيوان ، وكثر العيش ، واتسع الرزق ، وشملهم الإحسان ، وعمهم العدل ، فاتسع الخصب ، وأقبلت الأرض ، وكان بدء ما وصفنا فيما فعله المعتصم سنة احدى وعشرين ومائتين .
خروج بابك الخرمي :
واشتد أمر بابك الخرمي ببلاد الران والبيلقان ، وكثرت عثرته في تلك البلاد وسار عساكره نحو تلك الأمصار ، ففرق الجيوش ، وهزم العساكر ، وقتل الولاة ، وأفنى الناس ، فسير إليه المعتصم الجيوش وعليها الأفشين ، وكثرت حروبه واتصلت ، وضاق بابك في بلاده حتى انفض جمعه ، وقتل رجاله ، وامتنع بالجبل المعروف بالبدين [1] من أرض الران ، وهي بلاد بابك ، وبه يعرف هذا الموضع إلى هذا الوقت ، فلما



[1] في نسخة : بالبد . وفي شعر أبي تمام : البذ .

467

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست