نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 430
ومحمد بن عمرو [1] الرومي ، وقد طبخ كل واحد منهم قدراً ، فقال محمد بن إبراهيم الطاهري للرجل العامي : هؤلاء من خواص أمير المؤمنين فأجبهم عما يسألون ، فقال المأمون : الى أين خرجت في هذا الوقت وقد بقي عليك من الليل ثلاثُ ساعاتٍ ؟ فقال : غرني القمر ، وسمعت تكبيراً فلم أشك أنه أذان ، فقال له المأمون : اجلس ، فجلس ، فقال له المأمون : قد طبخ كل واحد منا قِدْراً هو ذا يقدم إليك من كل واحد منها قَدْراً فذق ذلك فأخبر عن فضائلها وما ترى من طيبها ، فقال : هاتوا ، فقدمت في طبق كبير كلها موضوعة عليه لا تمييز بينها ، ولكل واحدة ممن طبخها علامة ، فبدأ فذاق قدراً طبخها المأمون فقال : زه ، وأكل منها ثلاث لقمات ، وقال : أما هذه فكأنها مسكة وطباخها حكيم نظيف ظريف مليح ، ثم ذاق قدر المعتصم ، فقال : هذه والله فكأنها والأولى من يد واحدة خرَجتا ، وبحكمة متساوية طبختا ، ثم ذاق قدر محمد بن عمرو الرومي فقال : وهذه قِدْرُ طباخٍ ابن طباخ أجاد ما أحكمه ، ثم ذاق قدر يحيى بن أكثم القاضي فأعرض بوجهه ، وقال : شه ، هذه والله جعل طباخها فيها مكان بصلها خرا ، فضحك القوم وذهب بهم الضحك كلَّ مَذْهَبٍ ، وقعد يحادثهم ويطايبهم ويتلهَّى معهم ، وطابوا معه ، فلما برق الفجر قال له المأمون : لا يخرجنَّ منك ما كنا فيه ، وعلم أنه علم بهم ، فوصله بأربعة آلاف دينار [2] ، وقسَّط له على أصحاب القدور كل واحد منهم على قدر مرتبته ، وقال : إياك ان تعود الى الخروج في مثل هذا الوقت مرةً أخرى ، فقال لا أعدمكم الله الطبيخ ولا أعد مني الخروج ! فسألوه عن تجارته ، وعرفوا منزله ، وجعل يعدُّ في خدمة المأمون وخدمة الجميع ، وصار في جملتهم . عي المأمون عن جواب ثلاثة : وحدث أبو عباد الكاتب - وكان خاصاً
[1] في نسخة : محمد بن عمر . [2] في نسخة : باربعة آلاف درهم .
430
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 430