نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 389
التوابع ، فلما تم فصاله أخذت مرقدي ليلة ومحمد أمامي في مهده ، إذ بهن قد وقفن على رأسي وأقبلن على ولدي محمد ، فقالت إحداهن : ملك جبار ، متلاف مهذار ، بعيد الآثار ، سريع العثار ، ثم قالت الثانية : ناطق مخصوم ، ومحارب مهزوم ، وراغب محروم ، وشقي مهموم ، وقالت الثالثة : احفروا قبره ، ثم شقوا لحده ، وقدموا أكفانه ، وأعدوا جهازه فان موته خير من حياته ، قالت : فاستيقظت وأنا مضطربة وَجِلة ، وسألت مفسري الأحلام والمنجمين ، فكل يخبرني بسعادته وحياته وطول عمره ، وقلبي يأبى ذلك ، ثم زجرت نفسي وقلت : وهل يدفع الإشفاق والحذر والاحتراز واقع القدر ، أو يقدر أحد أن يدفع عن أحبابه الأجل ؟ موت ابن عياش : وفي سنة ثلاث وتسعين ومائة مات أبو بكر بن عياش الكوفي الأسدي وهو ابن ثمان وتسعين سنة ، بعد موت الرشيد بثماني عشرة ليلة . عزم الامين على خلع أخيه : ولما هم محمد بخلع المأمون شاور عبد الله بن حازم ، فقال له : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ألا تكون أول الخلفاء نكث عهده ، ونقض ميثاقه ، واستخف بيمينه ، فقال : اسكت أسكَتَ الله فاك ، فعبد الملك بن صالح كان أفضل منك رأياً حيث يقول : لا يجتمع فحلان في هجمة [1] ، وجمع القواد وشاورهم فأتبعوه في مراده الى أن بلغ الى هرثمة بن حازم فقال : يا أمير المؤمنين ، لن ينصحك من كذبك : ولن يغشك من صدقك ، لا تجرئ القواد على الخلع فيخلعوك ، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا عهدك وبيعتك ، فان الغادر مخذول ، والناكث مغلول ، ودخل علي بن عيسى بن ماهان ، فتبسم محمد وقال : لكن شيخ هذه الدعوة ، وباب هذه الدولة ، لا يخالف إمامه ، ولا يوهن طاعته ، ثم رفعه الى موضع ما رفعه اليه فيما مضى ، فكان علي بن عيسى أول من أجاب الى خلع المأمون ،