responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 360


فدخل وسلم وجلس ، فجعلت أعجب من دخوله في ذلك الوقت الى ذلك الموضع بغير استئذان ، ثم قلت في نفسي : عسى بعض ولد الرشيد ممن لا نعرفه ولم نره ، فضرب بيده الى العود ، فأخذه ووضعه في حجره وجسَّه ، فرأيت أنه جس أحسن خلق الله ، ثم أصلحه إصلاحاً ما أدري ما هو ، ثم ضرب ضرباً ، فما سمعت أذني صوتاً أجود منه ، ثم اندفع يغني :
< شعر > ألا عَلِّلاني قبل أن نتفرقا وهات اسقني صرفاً شراباً مُروَّقا فقد كاد ضوء الصبح أن يفضَحَ الدجى وكاد قميص الليل أن يتمزقا < / شعر > ثم وضع العود من حجره ، وقال : يا عاضَّ بظر أمه ، إذا غنيت فغن هكذا ثم خرج ، فقمت على أثره ، فقلت للحاجب : من الفتى الذي خرج الساعة ؟ فقال : ما دخل هنا أحد ولا خرج ، قلت : نعم الساعة مرَّ بين يديَّ فتىً صفته كيت وكيت ، قال : لا والله ما دخل أحد ولا خرج ، فبقيت متعجباً ، ورجعت الى مجلسي ، وانتبه الرشيد فقال : ما شأنك ؟
فحدثته القصة ، فبقي متعجباً ، وقال : لقد صادفت شيطاناً ، ثم قال : أعد عليَّ الصوت ، فأعدته عليه ، فطرب طرباً شديداً ، وأمر لي بجائزة ، وانصرفت .
جماعة المغنين عند الرشيد :
وحدث إبراهيم الموصلي قال : جمع الرشيد ذات يوم المغنين ، فلم يبق أحد من الرؤساء إلا حضر ، وكنت فيهم ، وحضر معنا مسكين المدني ، ويعرف بأبي صدقة ، وكان يوقع بالقضيب ، مطبوعاً حاذقاً ، طيب العشرة ، مليح البادرة ، فاقترح الرشيد - وقد عمل فيه النبيذ - صوتاً ، فأمر صاحب الستارة ابنَ جامعٍ أن يغنيه ، ففعل ، فلم يطرب عليه .
ثم فعل مثل ذلك بجماعة ممن حضر ، فلم يحرك منه أحد ، فقال صاحب الستارة لمسكين المدني : يأمرك أمير المؤمنين إن كنت تحسن هذا الصوت فغنه ،

360

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست