responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 31


بالمغرب فيخرج فيصليها ثم يصلي بعدها اربع ركعات يقرأ في كل ركعة خمسين آية يجهر تارة ويخافت اخرى ، ثم يدخل منزله فلا يطمع فيه طامع حتى ينادى بالعشاء الآخرة فيخرج فيصلي ، ثم يؤذن للخاصة وخاصة الخاصة والوزراء والحاشية ، فيؤامره الوزراء فيما أرادوا صدراً من ليلتهم ، ويستمر الى ثلث الليل في اخبار العرب وأيامها والعجم وملوكها وسياستها لرعيتها وسِيَر ملوك الأمم وحروبها ومكايدها وسياستها لرعيتها ، وغير ذلك من اخبار الأمم وحروبها ومكايدها وسياستها لرعيتها ، وغير ذلك من اخبار الأمم السالفة ، ثم تأتيه الطرف الغريبة من عند نسائه من الحلوى وغيرها من المآكل اللطيفة ، ثم يدخل فينام ثلث الليل ، ثم يقوم فيقعد فيحضر الدفاتر فيها سير الملوك وأخبارها والحروب والمكايد ، فيقرأ ذلك عليه غلمان له مرتبون ، وقد وكلوا بحفظها وقراءتها ، فتمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار وأنواع السياسات ، ثم يخرج فيصلي الصبح ، ثم يعود فيفعل ما وصفنا في كل يوم .
وقد كان هَمَّ بأخلاقه جماعة بعده مثل عبد الملك بن مروان وغيره فلم يدركوا حلمه ، ولا إتقانه للسياسة ، ولا التأتي للأمور ، ولا مداراته للناس على منازلهم ، ورفقه بهم على طبقاتهم .
من دهاء معاوية :
وبلغ من إحكامه للسياسة وإتقانه لها واجتذابه قلوب خواصه وعوامه أن رجلًا من أهل الكوفة دخل على بعير له الى دمشق في حال منصرفهم عن صفين فتعلق به رجل من دمشق فقال : هذه ناقتي ، أُخذت مني بصفين ، فارتفع أمرهما الى معاوية ، وأقام الدمشقي خمسين رجلا بينة يشهدون أنها ناقته ، فقضى معاوية على الكوفي ، وأمره بتسليم البعير اليه ، فقال الكوفي : أصلحك الله ! إنه جمل وليس بناقة ، فقال معاوية : هذا حكم قد مضي ، ودس الى الكوفي بعد تفرقهم فأحضره ، وسأله عن ثمن بعيره ، فدفع اليه

31

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست