نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 257
بها غضَبه ، وصلاة تظهر بها الاستكانة ، وصُمْ ثلاثة أيام ، ومُرْ جميع أصحابك أن يصوموا مثل صيامك « . رأس مروان بين يدي السفاح : ولما أتي أبو العباس برأس مروان ووضع بين يديه سجد فأطال السجود ثم رفع رأسه فقال : الحمد لله الذي لم يبق ثأري قبلك وقبل رَهْطِك ، والحمد لله الذي أظفرني بك وأظهرني عليك ، ثم قال : ما أبالي متى طرقني الموت ، قد قتلتُ بالحسين وبني أبيه من بني أمية مائتين ، وأحرقت شلو هشام بابن عمي زيد بن علي ، وقتلت مروان بأخي إبراهيم ، وتمثل : < شعر > لو يشربون دمي لم يُرْو شاربهم ولا دماؤهُم للغيظ ترويني < / شعر > ثم حَوَّل وجهه إلى القبلة فأطال السجود ، ثم جلس وقد أسفر وجهه ، وتمثل بقول العباس بن عبد المطلب من أبيات له : < شعر > أبى قومُنا أن ينصفونا ، فأنصفت قواطِعُ في أيماننا تقطر الدما تورثن من أشياخ صدق تقربوا بهنَّ إلى يوم الوغى فتقدما إذا خالَطَتْ هام الرجال تركنها كبَيْض نعامٍ في الوغى متحطما < / شعر > وقالت الشعراء في أمر مروان فأكثرت . وذكر أبو الخطاب عن أبي جعدة بن هبيرة المخزومي - وكان أحد وزراء مروان وسمَّاره ، وقد كان لما ظهر أمر أبي العباس انضاف إلى جملته وصار في عداد أصحابه وخواصه الذين اتخذهم - أنه كان في ذلك اليوم حاضراً لمجلس أبي العباس ورأسُ مروان بين يديه ، وهو يومئذ بالحميمة ، وأن أبا العباس التفت إلى أصحابه فقال : أيكم يعرف هذا ؟ قال أبو جعدة : فقلت أنا أعرفه ، هذا رأس أبي عبد الملك مروان بن محمد خليفتنا بالأمس رضي الله عنه ، قال : فحدقَتْ إليَّ الشيعة فأخذتني بأبصارها ، فقال لي
257
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 257