responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 258


أبو العباس : في اي سنة كان مولده ؟ قلت : سنة ست وسبعين ، فقام وقد تغير لونه غيظاً علي [1] ، وتفرق الناس من المجلس ، وانصرفْتُ وأنا نادم على ما كان مني ، وتكلم الناس في ذلك وتحدثوا به ، فقلت هذه زلة والله لا تستقال ولا ينساها القوم أبداً ، فأتيت منزلي ، فلم أزل باقي يومي أعهد وأوصي ، فلما كان الليل اغتسلت وتهيأت للصلاة ، وكان أبو العباس إذا همَّ بأمر بعث فيه ليلًا ، فلم أزل ساهراً حتى أصبحت ، فلما أصبحت ركبت بغلتي واستعرضت بقلبي إلى من أقصد في أمري ، فلم أجد أحداً أولى من سليمان بن خالد مولى بني زهرة ، وكانت له من أبي العباس منزلة عظيمة ، وكان من شيعة القوم ، فأتيته ، فقلت : أذكرني أمير المؤمنين البارحة ؟
فقال : نعم ، جرى ذكرك فقال : هو ابن أختنا ، وفَّى لصاحبه ، ونحن إن أوليناه خيراً كان لنا أشكر ، فشكرت ذلك له وجزيته خيراً ، ودعوت له ، وانصرفت ، فلم أزل آتي أبا العباس على ما كنتُ عليه لا أرى إلا خيراً ونمي الكلام الذي كان في مجلس أبي العباس - حين أتى برأس مروان - فبلغ أبا جعفر وعبد الله بن علي ، فكتب عبد الله بن علي إلى أبي العباس يُعلمه بما بلغه من كلامي ، وأنه ليس هذا يحتمل ، وكتب أبو جعفر يخبر بما بلغه من ذلك ، ويقول : هو ابن أختنا ، ونحن أوْلى باصطناعه واتخاذ المعروف عنده ، وبلغني ما كان منهما فأمسكت ، وضرب الدهر ضربانه ، فبينا أنا ذاتَ يومٍ عند أبي العباس بعد حين وقد تزايدت حالي عنده وأحظاني ، فنهض الناس ونهضتُ ، فقال لي أبو العباس : على رسْلِكَ يا ابن هبيرة ، اجلس فجلست ، ونهض ليدخل فقمت لقيامه ، فقال : اجلس ، فرفع الستر ودخل ، وثبتُّ في مجلسي ، فأقام مليّاً ثم رفع الستر فخرج في ثوبَيْ وَشْي رداء وجبة ، فما رأيت أحسن منه ولا مما عليه قط ، فلما رفع الستر نهضت ، فقال : اجلس ، فجلست ، فقال : يا ابن هبيرة ، إني ذاكر



[1] في نسخة : غضبا علي .

258

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست