نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 188
عنك ، وطول املك ، وحسن ثناء الناس عليك ، فتزلّ قدمك ، فنظر عمر في سن الغلام ، فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة ، فأنشأ عمر رحمه الله يقول : < شعر > تعَلم فليس المرء يولدُ عالماً وليس أخو علم كمن هو جاهل وان كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفتْ عليه المحافل < / شعر > قصة جارية عند قاضي المدينة : وقد كان رجل من اهل العراق أتى المدينة في طلب جارية وصفت له قارئة قوالة ، فسأل عنها فوجدها عند قاضي المدينة ، فأتاه وسأله ان يعرضها عليه ، فقال : يا عبد الله ، لقد أبعدت الشقة في طلب هذه الجارية ، فما رغبتك فيها ؟ لما رأى من شدة إعجابه بها ، قال : إنها تغني فتجيد ، فقال القاضي : ما علمت بهذا ، فألح عليه في عرضها ، فعرضت بحضرة مولاها القاضي ، فقال لها الفتى : هات ، فغنت : < شعر > إلى خالد حتى أنخن بخالد فنعم الفتى يرجى ونعم المؤمّلُ < / شعر > ففرح القاضي بجاريته وسُرَّ بغنائها ، وغشيه من الطرب أمر عظيم حتى أقعدها على فخذه ، وقال : هات شيئا بأبي أنت ، فغنت : < شعر > أروح إلى القصاص كل عشية أرجي ثواب الله في عدد الخطا < / شعر > فزاد الطرب على القاضي ، ولم يدر ما يصنع ، فأخذ نعله [1] فعلقها في أذنه ، وجثا على ركبتيه ، وجعل يأخذ بطرف أذنه والنعل معلقة فيها ، وهو يقول : أهدوني إلى البيت الحرام ، فإني بَدَنَة ! حتى أدْمى اذنه ، فلما أمسكت أقبل على الفتى فقال له : يا حبيبي ، انصرف ، قد كنا فيها راغبين قبل أن نعلم أنها تقول ، فنحن الآن فيها أرغب ، فانصرف الفتى ، وبلغ ذلك إلى عمر بن عبد العزيز فقال : قاتله الله ! لقد استرقَّه الطرب ،