نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 185
من فاطمة رضوان الله عليهم عشرة آلاف دينار ، فطالما تخَطتهم حقوقهم ، والسلام . خطبة اخرى : وخطب في بعض مقاماته فقال بعد حمد الله تعالى والثناء عليه : أيها الناس إنه لا كتاب بعد القرآن ، ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا وإني لست بقاضٍ ، ولكني منفذ [1] ، ألا وإني لست بمبتدع ، ولكني متَّبع ، ان الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بعاصٍ ولكن الإمام الظالم هو العاصي ، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . تقدير ملك الروم لعمر : وبعث عمر وفداً الى ملك الروم في أمر من مصالح المسلمين وحق يدعوه اليه ، فلما دخلوا إذا ترجمان يفسر عليه ، وهو جالس على سرير ملكه ، والتاج على راسه ، والبطارقة عن يمينه وشماله ، والناس على مراتبهم بين يديه ، فأدى اليه ما قصدوا له ، فتلقاهم بجميل ، وأجابهم باحسن الجواب ، وانصرفوا عنه في ذلك اليوم ، فلما كان في غداة غدٍ أتاهم رسوله ، فدخلوا عليه ، فإذا هو قد نزل عن سريره ووضع التاج عن راسه ، وقد تغيرت صفاته التي شاهدوه عليها كان في مصيبة ، فقال : هل تدرون لما ذا دعوتكم ؟ قالوا : لا ، قال : ان صاحب مسلحتي التي تلي العرب جاءني كتابه في هذا الوقت ان ملك العرب الرجل الصالح قد مات فما ملكوا انفسهم ان بكوا ، فقال : الكم تبكون ، او لدينكم ، او له ؟ قالوا : نبكي لأنفسنا ولديننا وله ، قال : لا تبكوا له وابكوا لأنفسكم ما بدا لكم ، فانه قد خرج الى خيرٍ مما خلف ، قد كان يخاف ان يدع طاعة الله فلم يكن الله ليجمع عليه مخافة الدنيا ومخافة الآخرة ، لقد بلغني من بره وفضله وصدقه ما لو كان احد بعد عيسى يحيي الموتى لظننت أنه يحيي الموتى ، ولقد كانت تأتيني اخباره باطناً وظاهراً فلا أجد أمره مع ربه إلا واحداً ، بل باطنه أشد