responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 158


الفوت ، وقبل أن يؤخذ منك بالكَظْم ، ويحال بينك وبين العمل ، وكتب زَمَنَ سليمان بن داود ، فأمر الوليد أن يكتب بالذهب على اللازورد في حائط المسجد : ربنا الله ، لا نعبد إلا الله ، أمر ببناء هذا المسجد ، وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبدُ الله الوليدُ أميرُ المؤمنين في ذي الحجة سنة سبع وثمانين ، وهذا الكلام مكتوب بالذهب في مسجد دمشق الى وقتنا هذا ، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة .
بين الوليد والحجاج :
ووفد الحجاج بن يوسف على الوليد ، فوجده في بعض نُزَهه ، فاستقبله ، فلما رآه ترجَّلَ له ، وقبَّلَ يده ، وجعل يمشي وعليه درع وكنانة وقوس عربية ، فقال له الوليد : اركب يا أبا محمد ، فقال : دعني يا أمير المؤمنين أستكثر من الجهاد ، فإن ابن الزبير وابن الاشعث شغلاني عنك ، فعزم عليه الوليد حتى ركب ، ودخل الوليد داره ، وتفضل في غلالة ، ثم أذن للحجاج فدخل عليه في حاله تلك وأطال الجلوس عنده ، فبينما هو يحادثه إذ جاءت جارية فسارَّتِ الوليد ومضت ، ثم عادت فسارته ثم انصرفت ، فقال الوليد للحجاج : أتدري ما قالت هذه يا أبا محمد ؟ قال :
لا والله ، قال : بعثتْهَا إليَّ ابنة عمي أم البنين بنت عبد العزيز تقول : ما مجالستك لهذا الأعرابي المتسلِّحِ في السلاح وأنت في غلالة ؟ فأرسلت إليها إنه الحجاج ، فراعها ذلك ، وقالت : والله ما أحب أن يخلو بك وقد قتل الخلق ، فقال الحجاج : يا أمير المؤمنين ، دَعْ عنك مفاكهة النساء بزخرف القول ، فإنما المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ، فلا تطلعهن على سرك ، ولا مكايدة عدوك ، ولا تُطِعْهن في غير أنفسهن ، ولا تشغلهن بأكثر من زينتهن ، وإياك ومشاورتهن في الأمور فإن رأيهن الى أفْنٍ ، وعزمَهُنَّ الى وهْنٍ ، ، واكفف عليهن من أبصارهن بحُجبك ، ولا تملك الواحدة منهن من الأمور ما يجاوز نفسها ، ولا تطمعها أن تشفع عندك لغيرها ، ولا تطل الجلوس معهن والخلوة بهن ، فإن ذلك أوفر لعقلك وأبْيَنُ لفضلك ، ثم نهض الحجاج فخرج .

158

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست