نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 143
فأرجف به أهل الكوفة ، فلما تماثل من علته صعد المنبر وهو يتثنى على اعواده فقال : ان اهل الشقاق والنفاق نفخ الشيطان في مناخرهم فقالوا : مات الحجاج ، ومات الحجاج فمَه ؟ والله ما أرجو الخير كله الا بعد الموت ، وما رضي الله الخلود لأحد من خلقه في الدنيا الا لأهونهم عليه ، وهو ابليس ، والله لقد قال العبد الصالح سليمان بن داود : ربِّ اغفر لي وهَبْ لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ، فكان ذلك ، ثم اضمحل فكأن لم يكن ، يا ايها الرجل ، وكلكم ذلك الرجل ، كأني بكل حي ميتاً ، وبكل رطب يابساً ، وقد نقل كل امرئ بثياب ظهره إلى حفرته ، فخُدَّ له في الأرض ثلاث أذرع طولًا في ذراعين عرضاً ، فأكلت الأرض لحمه ، ومَصَّت [1] من صديده ودمه ، وانقلب الحبيبان يقتسم أحدهما صاحبه : حبيبه من ولده يقتسم حبيبه من ماله ، أما الذين يعلمون فسيعلمون ما أقول ، والسلام . خطبة للحجاج يهدد ويتوعد : حدثنا المنقري ، عن مسلم بن إبراهيم أبي عمرو الفراهيدي ، عن الصلت بن دينار ، قال : سمعت الحجاج يقول : قال الله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) فهذه لله ، وفيها مَثْنَوية ، وقال : ( واسمعوا وأطيعوا ) وهذه لعبد الله وخليفة الله ونجيب الله عبد الملك ، أما والله لو أمر الناس أن يدخلوا في هذا الشعب فدخلوا في غيره لكانت دماؤهم لي حلالًا ، عذيري من أهل هذه الحمراء ، يُلقي أحدهم الحجر إلى الأرض ويقول : إلى أن يبلغها يكون فرج الله ، لأجعلنهم كالرسم الداثر وكالأمس الغابر ، عذيري من عبد هُذَيل ، يقرأ القرآن كأنه رَجَزُ الأعراب أما والله لو أدركته لضربت عنقه ، يعني عبد الله بن مسعود ، عذيري من سليمان بن داود ، يقول لربه : ( رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ) كان والله فيما علمت عبداً حسوداً بخيلًا .