نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 55
العالم وتاريخ الأنبياء والملوك ، في باب نفرده لذلك إن شاء الله تعالى . ثم ملك اليمن بعد أبرهة الأشرم ولده يكسوم ، فعم أذاه سائر اليمن ، وكان ملكه إلى ان هلك عشرين سنة . مسروق بن أبرهة : ثم ملك بعده مسروق بن أبرهة ، فاشتدت وطأته على اليمن ، وعم أذاه سائر الناس ، وزاد على أبيه وأخيه في الأذى ، وكانت أمه من آل ذي يَزَن ، وكان سيف بن ذي يَزَن قد ركب البحار ، ومضى إلى قيصر يستنجده ، فأقام ببابه سبع سنين ، فأبى أن يُنْجِده ، وقال : أنتم يهود ، والحبشة نصارى ، وليس في الديانة أن ننصر المخالف على الموافق ، فمضى إلى كسرى أنو شروان فاستنجده ومَتَّ إليه بالقرابة ، وسأله النصرة ، فقال له كسرى : وما هذه القرابة التي أدْليْتَ بها إليَّ ؟ فقال : أيها الملك الجِبِلَّة وهي الجلدة البيضاء ، إذ كنت أقرب إليك منهم ، فوعده أنو شروان بالنصرة على السودان وشغل بحرب الروم وغيرها من الأمم ، ومات سيف بن ذي يَزَن ، فأتى بعده ابنه معديكرب بن سيف ، فصاح على باب الملك ، فلما سئل عن حاله ، قال : لي قِبَلَ الملك ميراثٌ ، فوقف بين يدي أنو شروان ، فسأله عن ميراثه ، فقال : أنا ابنُ الشيخ الذي وعده الملك بالنصرة على الحبشة ، فوجَّه معه وهْرِزَ إصْبِهْبِذَ الديلم في أهل السجون ، فقال : إن فتحوا فلنا ، وإن هلكوا فلنا ، وكلا الوجهين فَتْحٌ ، فحملوا في السفن في دجلة ومعهم خيولهم وعُدَدهم وأموالهم [1] ، حتى أتوا أبُلَّةَ البصرة - وهي فرج البحر [2] ، ولم يكن حينئذ بصرة ولا كوفة ، وهذه مدن إسلامية - فركبوا في سفن البحر ، وساروا حتى أتوا ساحل حضرموت بموضع يقال له مَثْوَب ، فخرجوا من السفن ، وقد كان أصيب بعضهم في
[1] وفي نسخة : وغلمانهم . [2] وفي نسخة : وهي برج البحر .
55
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 55