نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 56
البحر ، فأمرهم وَهْرِز أن يحرقوا السفن ليعلموا أنه الموت ، ولا وجه يؤملون المفرّ إليه فيجهدون أنفسهم ، وفي ذلك يقول رجل من حضرموت : < شعر > أصبح في مَثْوَب ألفٌ في الجُنَنْ من رهط ساسان ورهط مهرسن ليخرجوا السودان من أرض اليمن دَلَّهُمُ قَصْد السبيل ذو يَزَنْ < / شعر > في شعر له طويل ، ونما خبرهم إلى ملك اليمن مسروق بن أبرهة ، فأتاهم في مائة ألف من الحبشة وغيرهم من حمير وكهلان ومن سائر من سكن اليمن من الناس وتصافَّ القوم ، وكان مسروق على فيل عظيم ، فقال وَهْرز لمن كان معه من الفرس : اصدقوهم الحملة [1] ، واستشعروا الصبر ، ثم تأمل ملكهم وقد نزل عن الفيل فركب جملًا ، ثم نزل عن الجمل فركب فرساً ، ثم أنف أن يحارب على فرس فركب حماراً استصغاراً لأصحاب السفن ، فقال وَهْرزُ : ذهب ملكه ، وتنقل من كبير إلى صغير ، وكان بين عينَي مسروق ياقوتة حمراء معلقة في تاجه بمعلاق من الذهب تضيء كالنار ، فرمى وَهْرزُ ، ورمى القوم ، وقال وَهرزُ لأصحابه : قد رميت ابن الحمارة ، فانظروا إن كان القوم يجتمعون عليه ولا يتفرقون عنه فهو حي ، وإن كان أصحابه يجتمعون عليه [2] ويتفرقون عنه فقد هلك ، فنظروا إليهم فرأوهم يجتمعون ويتفرقون عنه ، فأخبروه بذلك ، فقال : احملوا على القوم واصدقوهم فحملوا عليهم وصدقوهم [3] ، فانكشفت الحبشة وأخذهم السيف ، ورفع رأس مسروق ورؤوس خواص الحبشة ورؤسائهم ، فقتل منهم نحو ثلاثين ألفاً ، وقد كان أنو شروان اشترط على معديكرب شروطاً : منها أن الفرس تتزوج باليمن ولا تتزوج اليمن منها وفي ذلك يقول الشاعر : < شعر > على أن ينكحوا النسوان منهم ولا ينكحوا في الفارسينا < / شعر >
[1] وفي نسخة : أصدقوهم الخبر . [2] ما بين المعقوفين ساقط من احدى النسخ . [3] زيادة في احدى النسخ .
56
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 56