نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 413
بالحصباء ، ويتناولونه ويصيحون ، فضرب ساقه رجل من همدان برجله ، وضرب المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وجهه فصرعه ، وأقبل به إلى الحسن ، ودخل ابن وردان بين الناس ، فنجا بنفسه ، وهرب شبيب حتى أتى رحله ، فدخل اليه عبد الله بن نجدة - وهو أحد بني أبيه - فرآه ينزع الحرير عن صدره ، فسأله عن ذلك ، فخبره خبره فانصرف عبد الله الى رحله ، وأقبل اليه بسيفه فضربه حتى قتله . وقيل : إن علياً لم ينم تلك الليلة ، وإنه لم يزل يمشي بين الباب والحجرة ، وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، وإنها الليلة التي وعدت فيها ، فلما خرج صاح بط كان للصبيان ، فصاح بهنَّ بعض من في الدار ، فقال علي : ويحك ! دعهن فإنهن نوائح . وقد ذكرت طائفة من الناس أن علياً رضي الله عنه أوصى الى ابنيه الحسن والحسين ، لأنهما شريكاه في آية التطهير ، وهذا قول كثير ممن ذهب إلى القول بالنص . وصية علي لأولاده : ودخل عليه الناس يسألونه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، أرأيت إن فقدناك ، ولا نفقدك ، أنبايع الحسن ؟ قال : لا آمركم ولا أنهاكم ، وأنتم أبصر ، ثم دعا الحسن والحسين ، فقال لهما : أوصيكما بتقوى الله وحده ، ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ، ولا تأسفا على شيء منها ، قولا الحق ، وارحما اليتيم ، وأعينا الضعيف ، وكونا للظالم خصما وللمظلوم عوناً ، ولا تأخذكما في الله لومة لائم ، ثم نظر الى ابن الحنفية فقال : هل سمعت ما أوصيت به أخويك ؟ قال : نعم ، قال : أوصيك بمثله ، وأوصيك بتوقير أخويك ؟ وتزيين أمرهما ، ولا تقطعن أمراً دونهما ، ثم قال لهما : أوصيكما به ، فانه سيفكما وابن أبيكما ، فأكرماه واعرِفا حقه .
413
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 413