نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 412
الا قتل علي ، فلا أراك تدركينه ، قالت : فالتمس غرَّته ، فإن أصبته شفيت نفسي ونفعك العيش معي ، وان هلكت فما عند الله خير لك من الدنيا ، فقال : والله ما جاء بي الى هذا المصر وقد كنت هارباً منه الا ذلك ، وقد أعطيتك ما سألت ، وخرج من عندها وهو يقول : < شعر > ثلاثة آلافٍ وعبدٌ وقينةٌ وقتل علي بالحسام المصمم فلا مهر أغلى من علي وإن غلا ولا فتك إلا دون فتك ابن مُلجم < / شعر > فلقيه رجل من أشجع يقال له شبيب بن نجدة من الخوارج ، فقال له : هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟ فقال : وما ذاك ؟ قال : تساعدني على قتل علي ، قال : ثكلتك أمك ! لقد جئت شيئاً إدّاً ، قد عرفت غناءه في الإسلام ، وسابقته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ابن ملجم : ويحك ! أما تعلم أنه قد حَكم الرجال في كتاب الله ، وقتل إخواننا المصلين ؟ فنقتله ببعض إخواننا ، فاقبل معه حتى دخل على قَطام ، وهي في المسجد الأعظم ، وقد ضربت كِلةً لها وهي معتكفة يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ، فأعلمتهما أن مجاشع بن وردان بن علقمة قد انتدب لقتله معهما ، فدعت لهما بحرير فعصبتهما وأخذوا أسيافهم وقعدوا مقابلين لباب السدة التي يخرج منها علي للمسجد ، وكان علي يخرج كل غداة أول الآذان يوقظ الناس للصلاة ، وقد كان ابن ملجم مر بالأشعث وهو في المسجد فقال له : فضَحَك الصبح ، فسمعها حُجر بن عدي ، فقال : قتلته يا أعور قتلك الله ، وخرج علي رضي الله عنه ينادي : أيها الناس ، الصلاة ، فشد عليه ابن ملجم وأصحابه وهم يقولون : الحكم لله ، لا لك ، وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه وأما شبيب فوقعت ضربته بعضادة الباب ، وأما مجاشع بن وردان فهرب ، وقال علي : لا يفوتنكم الرجل وشدَّ الناس على ابن ملجم يرمونه
412
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 412