نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 399
سلطانا أن يطلب بدمه حيث كان ، وقد صحب معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وصحب أبوه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأطراه ، ورغَّب الناس فيه ، وقال : هو الخليفة علينا ، وله طاعتنا وبيعتنا على الطلب بدم عثمان ، فقال أبو موسى : كذب عمرو ، لم نستخلف معاوية ، ولكنا خلعنا معاوية وعلياً معا ، فقال عمرو : بل كذب عبد الله بن قيس ، قد خلع عليا ولم أخلع معاوية . قال المسعودي رحمه الله : ووجدت في وجه آخر من الروايات أنهما اتفقا على خلع علي ومعاوية ، وأن يجعلا الأمر بعد ذلك شورى : يختار الناس رجلًا يصلح لهم ، فقدم عمرو أبا موسى ، فقال أبو موسى : إني قد خلعت علياً ومعاوية ، فاستقبلوا أمركم ، وتنحَّى ، وقام عمرو مكانه فقال : إن هذا قد خلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه ، وأثبت صاحبي معاوية ، فقال أبو موسى : ما لك لا وفقك الله غدَرْت وفجَرْت ؟ إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفاراً ، فقال له عمرو : بل إياك يلعن الله ، كذبت وغدرت ، إنما مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ، ثم وكز أبا موسى فألقاه لجنبه ، فلما رأى ذلك شريح بن هانئ قنَّع عمراً بالسوط ، وانخزل أبو موسى فاستوى على راحلته ولحق بمكة ، ولم يعد الى الكوفة ، وقد كانت خطته وأهله وولده بها ، وآلى أن لا ينظر الى وجه علي ما بقي ، ومضى ابن عمر وسعد الى بيت المقدس فأحرما . ما قيل من الشعر في التحكيم : وفي فعل الحكمين يقول أيمن بن خزيم بن فاتك الأسدي : < شعر > لو كان للقوم رأي يعصمون به عند الخطوب رَمَوْكم بابن عباس لكن رموكم بوَغدٍ من ذوي يمن لم يدر ما ضَرْبُ أخماس لأسداس < / شعر > وفي اختلاف الحكمين والمحكمة يقول بعض من حضر ذلك :
399
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 399