نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 398
فصَوَّبه ، وقال له : هل لك في سعد ؟ قال له أبو موسى : لا ، فعدَّد له عمرو جماعة وأبو موسى يأبى ذلك إلا ابن عمر ، فأخذ عمرو الصحيفة وطواها وجعلها تحت قدمه بعد ان ختماها جميعاً ، وقال عمرو : أرأيت إن رضي أهلُ العراق بعبد الله بن عمر وأباه أهلُ الشام أتقاتل أهل الشام ؟ قال أبو موسى : لا ، قال عمرو : فإن رضي أهل الشام وأبى أهل العراق أتقاتل أهل العراق ؟ قال أبو موسى : لا ، قال عمرو : أما إذا رأيت الصلاح في هذا الأمر والخير للمسلمين فقم فاخْطُبِ الناس ، واخلع صاحبينا معاً وتكلم باسم هذا الرجل الذي تستخلفه ، فقال أبو موسى : بل أنت قم فاخطب فأنت أحق بذلك ، قال عمرو : ما أحب أن أتقدمك ، وما قولي وقولك للناس إلا قول واحد ، فقم راشداً . تمام الخدعة : فقام أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أيها الناس ، إنا قد نظرنا في أمرنا فرأينا أقرب ما يحضرنا من الأمن والصلاح ولم الشعث وحقن الدماء وجمع الألفة خلعنا علياً ومعاوية ، وقد خلعت عليا كما خلعت عمامتي هذه ، ثم أهْوى إلى عمامته فخلعها ، واستخلفنا رجلًا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وصحب أبوه النبي صلى الله عليه وسلم ، فبرَّزَ في سابقته ، وهو عبد الله بن عمر ، وأطراه ، ورغب الناس فيه ، ثم نزل . فقام عمرو فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أيها الناس ، إن أبا موسى عبد الله بن قيس قد خلع عليا وأخرجه من هذا الأمر الذي يطلب ، وهو أعلم به ، ألا وإني قد خلعت عليا معه ، وأثبتُّ معاوية عليَّ وعليكم ، وإن أبا موسى قد كتب في الصحيفة أن عثمان قد قتل مظلوماً شهيداً وان لوليه
398
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 398