نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 329
ومضينا معه ، حتى نزل ، فقامت اليه صاحبته وهي ضاحكة تمسح وجهه ، ثم أمر بإبل فنحرت ، وضربت علينا قباب ، فلما أمسينا جاءت الرعاء ومعهم أفراس لربيعة لم أر مثلها قط فلما رأى نظري إليها قال : كيف ترى هذه الخيول ؟ قلت : لم أر مثلها قط ، قال : أما لو كان عندي بعضها ما لبثت في الدنيا الا قليلا ، فضحكت وما ينطق احد من اصحابي ، فأقمنا عنده يومين ثم انصرفنا . عمرو بن معديكرب يغير على بني كنانة : قال : وقد كان عمرو ابن معديكرب بعد ذلك بزمان اغار على كنانة في صناديد قومه فأخذ غنائمهم ، وأخذ امرأة ربيعة بن مكدم ، فبلغ ذلك ربيعة - وكان غير بعيد - فركب في الطلب على فرس عري ومعه رمح بلا سنان حتى لحقه ، فلما نظر اليه قال : يا عمرو ، خل عن الظعينة وما معك فلم يلتفت اليه ، ثم اعاد عليه ، فلم يلتفت اليه ، فقال : يا عمرو ، إما أن تقف لي واما أن أقف لك ، فوقف عمرو وقال : لقد أنصف القَارَةَ من راماها ، قف لي يا ابن أخي ، فوقف له ربيعة فحمل عليه عمرو وهو يقول : < شعر > أنا أبو ثَوْرٍ ووقاف الزلق لست بمأفون ولا في خُرق وأسد القوم إذا احمر الحدَقْ إذا الرجال عَصَّهم نابُ الفرق < / شعر > وجدتني بالسيف هَتَّاك الحلق حتى إذا ظن أنه قد خالطه السنان إذا هو لبَبٌ لفرسه ، ومَرَّ السنان على ظهر الفرس ، ثم وقف له عمرو ، فحمل عليه ربيعة وهو يقول : < شعر > أنا الغلام ابن الكناني لا بذخ كم من هِزَبْرٍ قد رآني فانشدخ < / شعر > فقرع بالرمح رأسه ، ثم قال : خذها إليك يا عمرو ، ولولا أني أكره قتل مثلك لقتلتك ، فقال عمرو : لا ينصرف الا احدُنا ،
329
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 329