نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 317
وهي أبيات . وقد كان بين سلمى وسعد كلام كثير أوجب غضبه عليها ، لذكرها المُثَنَّى عند مختلف القنا ، فأقامت مغاضبة له عشية أغواث وليلة الهَرير وليلة السواد ، حتى إذا أصبحت أتته فترضَّته وصالحته . ثم أخبرته خبرها مع أبي محجن ، فدعا به ، فأطلقه ، وقال : اذهب فما أنا مؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله ، قال : لا جَرَمَ والله لا أجبت لساني إلى صفة قبيح أبداً . يوم عماس : وأصبح الناس في اليوم الثالث وهم على مصافهم ، وهو يوم عماس ، وأصبحت الأعاجم على مواقفها ، وأصبح بين الفريقين كالرَّجْلة الحمراء - يعني الحرة - في عرض ما بين الصفين ، وقد قتل من المسلمين ألفان وخمسمائة ما بين رثيثٍ وميت ، وقتل من الأعاجم ما لا يحصى ، فقال سعد : أيها الناس ، من شاء غسل الشهيد الميت والرثيث ، ومن شاء فليدفنهم بدمائهم ، وأقبل المسلمون على قَتْلَاهم فأحرزوهم وجعلوهم وراء ظهورهم ، وكان النساء والصبيان يدفنون الشهيد ويحملون الرثيث إلى النساء ويعالجونهم من كلُومهم ، وكان بين موضع الوقعة مما يلي القادسية وبين حصن العذيب نخلة ، فإذا حمل الجريح وفيه تمييز وعقل ونظر الى تلك النخلة - ولم يكن هنالك يومئذ نخلة غيرها ، واليوم بها نخل كثير - قال لحامله : قد قربت من السواد ، فأريحوني تحت ظل هذه النخلة ، فيراح تحتها ساعة ، فسمع رجل من الجرحى يقال بجير من طيّئ ، وهو يجود بنفسه ويقول : < شعر > ألا يا اسلمى يا نخلة بين قادس وبين العذيب ، لا يجاورك النخل < / شعر > وسمع آخر من بني تيم الله - وقد أريح تحتها وحُشْوَته خارجة من جوفه - وهو يقول : < شعر > أيا نخلة الجرْعا ، ويا نخلة العدا سقتك الغوادي والغيوث الهواطل < / شعر >
317
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 317