نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 318
وأثخن الأعور بن قطبة ، فحمل من المعركة ، فسأل حماله أن يريحه تحتها حتى إذا بلغ إليها قال : < شعر > أيا نخلة بين العذيب فتلعة سقتك الغوادي الداجنات من النخل < / شعر > وأصبح الناس صبيحة يوم القادسية ، وهي صبيحة ليلة الهرير ، وهي تسمى ليلة القادسية من تلك الأيام ، والناس حيارى ولم يغمضوا ليلتهم كلها ، وحَرّض رؤساء القبائل عشائرهم ، واشتد الجلاد إلى أن جاء وقت الزوال ، فكان أول من زال حين قام قائم الظهيرة الهرمزان والنيرمران ، فتأخرا ، وثبتا حيث انتهيا ، وانفرج القلب حين قام قائم الظهيرة ، وهبت ريح عاصف فقطعت طيارة رستم عن سريره ، فهوت في نهر العتيق والريح دبور ، فمال الغبار عليهم ، وانتهى القعقاع وأصحابه إلى سرير رستم فعثروا به وقد قام رستم عنه حين طارت الريح بالطيارة إلى بغال قد قدمت عليهم بمال يومئذ فهي واقفة فاستظل في ظل بغل منها وحمله ، وضرب هلال بن علقمة الحمل الذي رستم في ظله فقطع حباله ، ووقع على رستم أحد العِدْلَيْنِ ولا يراه هلال ولا يشعر به ، فأزال من ظهره فقارة وضربه هلال ضربة فنفحت مسكا ، ومضى رستم الى نحو نهر العتيق فرمى بنفسه فيه ، واقتحم هلال عليه فتناوله برجله ، ثم خرج به إلى الخندق وضربه بالسيف حتى قتله ، ثم جاء به يجره حتى رماه بين أرجل البغال ، وصعد السرير ونادى : قتلت رستم ورب الكعبة ، إليّ إليَّ ، فطاف به الناس لا يحسون السرير ولا يرونه ، وتنادوا ، وتجبَّنت قلوب المشركين عندها وانهزموا وأخذهم السيف ، فمن غريق وقتيل ، وقد كان ثلاثون ألفاً منهم قَرَنُوا أنفسهم بعضهم الى بعض بالسلاسل والحبال وتحالفوا بالنور وبيوت النيران لا يبرحون حتى يقتحموا أو يقتلوا ، فجثوا على الركب ، وقرع بين أيديهم قناديل النشاب ، فقتل
318
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 318