responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 306


وقال لهم : ما ذا تشكون منه ؟ قالوا : لا يخرج إلينا حتى يرتفع النهار ، ولا يجيب أحداً بليل ، وله يوم في الشهر لا يخرج إلينا ، فقال عمر : عليّ به ، فلما جاء جمع بينهم وبينه ، فقال : ما تنقمون منه ؟ قالوا : لا يخرج إلينا حتى يرتفع النهار ، فقال : ما تقول يا سعيد ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، إنه ليس لاهلي خادم ، فأعجن عجيني ، ثم أجلس حتى يختمر ثم أخبز خبزي ، ثم أتوضأ وأخرج اليهم ، قال : وما ذا تنقمون منه ؟ قالوا : لا يجيب بليل ، قال :
قد كنت أكره أن أذكر هذا ، إني جعلت الليل كله لربي ، وجعلت النهار لهم ، قال : وما ذا تنقمون منه ؟ قالوا : له يوم في الشهر لا يخرج إلينا فيه ، قال : نعم ، ليس لي خادم فأغسل ثوبي ثم أجففه فأمسي ، فقال عمر : الحمد لله الذي لم يُفل فراستي فيك .
يا أهل حمص ، استوصوا بواليكم خيراً ، قال : ثم بعث إليه عمر بألف دينار ، وقال : استعن بها ، فقالت له امرأته : قد أغنانا الله عن خدمتك ، فقال لها : ألا ندفعها إلى من يأتينا بها أحوج ما كنا اليه ؟ قالت : بلى ، فَصَرَّها صرراً ثم دفعها إلى من يثق به ، وقال :
انطلق بهذه الصرة إلى فلان ، وبهذه إلى يتيم بني فلان ، وهذه إلى مسكين بني فلان ، حتى بقي منها شيء يسير ، فدفعه إلى امرأته ، وقال : أنفقي هذا ، ثم عاد إلى خدمته ، فقالت له امرأته : ألا تبعث إلي بذلك المال فنشتري لنا منه خادماً ؟ فقال : سيأتيك أحوج ما تكونين اليه .
سلمان الفارسي :
ومن عماله على المدائن سلمان الفارسي ، وكان يلبس الصوف ، ويركب الحمار ببرذعته بغير إكاف ، ويأكل خبز الشعير ، وكان ناسكا زاهداً ، فلما احتضر بالمدائن قال له سعد بن أبي وَقَّاص :
أوصني يا أبا عبد الله ، قال : نعم ، قال : اذكر الله عند همك إذا

306

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست