نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 293
الباقي عن الماضي من بعد قيام الأدلة على صدقه ، وما أورد من المعجزات والدلائل والعلامات التي أظهرها الله على يديه ليؤدي رسالات ربه إلى خلقه - أنه قال : أوتيت جوامع الكلم ، وقال : اختُصِر لي الكلام ، مخبراً عما أوتيه من الحكمة والبيان غير القرآن المعجز ، وهو ما أوتيه عليه الصلاة والسلام من الحكمة والنطق اليسير ، والكلام القصير المفيد للمعاني الكثيرة والوجوه المتفرقة مع ما فيه من الحكمة وتمام المصلحة . وكان كلامه صلى الله عليه وسلم أحسن المقال وأوجزه ، لقلة ألفاظه ، وكثرة معانيه . من موجز كلامه : فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ، عند عَرْضِه لنفسه على القبائل بمكة ومعه أبو بكر وعلي ، ووقوفه على بكر بن وائل ، وتقدم أبي بكر إليهم ، وما جرى بينه وبين دغفل من الكلام في النسب « البلاء مُوَكَّلٌ بالمنطق » وهذا مما سَبَقَ إليه من الكلام ولم يصف إلى غيره من الأنام . ثم إخباره عن الحرب وقوله « الحرب خدعَة » فعلم بهذا اللفظ اليسير والكلام الوجيز أن آخر مكايد الحرب القتال بالسيف ، إذ كان بدؤها خدعة ، كما قال عليه السلام ، وهذا يعرفه كل ذي رأي صحيح وذي رياسة وسياسة . ثم قال : « العائد في هبته كالعائد في قيْئِه » زاجراً بهذا القول للواهب أن يسترجع شيئاً وهبه ، إذ كان القيء لا يرجع فيه من قاءه . وللناس في هذا المعنى كلام كثير وخطب طويل ، وإنما الغرض فيما نذكر إيراد كلامه صلى الله عليه وسلم ، ووصف قوله الذي لم يتقدمه به أحد من الناس . وقوله « احْثُوا في وجوه المداحين التراب » المراد من ذلك إذا كَذَبَ المادح ، ولم يرد عليه السلام إذا شكر الإنسانُ غيره بما
293
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 293