نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 240
عود الى الكلام عن الصابئة : ثم رجع بنا الإخبار عن مذاهب الصابئة من الحرانيين ، وذكر من أخبر عن مذاهبهم وكشفَ عن أحوالهم . فمن ذلك كتاب رأيته لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي الفيلسوف صاحب كتاب « المنصوري » في الطب وغيره ، ذكر فيه مذاهب الصابئة الحرانيين منهم ، دون من خالفهم من الصابئة ، وهم الكيماريون [1] ، وذكر أشياء يطول ذكرها ويقبح عند كثير من الناس وصفها ، أعرضنا عن حكايتها ، إذ كان في ذلك خروج عن حد الغرض من كتابنا إلى وَصف الآراء والديانات . وقد خاطبت مالك بن عقبون [2] وغيره منهم بشيء مما ذكرنا وغيره مما عنه كتبنا ، فمنهم من اعترف ببعضه ، وأنكر بعضاً من ذكر القرابين وغيره من الآراء ، مثل فعلهم بالثور الأسود ، فإنه يضرب وجهه بالملح إذا شدت عيناه ثم يذبح ، ويُرَاعي كل عضو من أعضائه وما يظهر منه من الحركات والاختلاج على ما يدل ذلك من أحوال السنة وغير ذلك من أسرارهم ومحالاتهم [3] وأحوال قرابينهم . قال المسعودي : وقد ذكر جماعة - ممن له تأمل بشأن أمور هذا العالم والبحث عن اخباره - بأن بأقاصي بلاد الصين هيكلًا مدوراً له سبعة أبواب ، في داخله قبة مسبعة عظيمة الشأن عالية السمك ، في أعالي القبة شبه الجوهرة يزيد على رأس العجل تضيء منه جميع أقطار ذلك الهيكل ، وأن جماعة من الملوك حاولوا أخذ تلك الجوهرة فلم يَدْنُ أحد منها على مقدار عشرة أذرع الا خرَّ ميتاً ،
[1] في نسخة : وهم الكنياريون . [2] في نسخة : وقد خاطب مالك بن عفنون . [3] في نسخة : ومخبآتهم .
240
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 240