نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 238
وتسترق بها الرقاب ، ويقام بها الملك والممالك ، ومما ذكر في هذه القصيدة قوله : < شعر > إن نفيس العجائب بيت لهم في سرادب تعبد فيه الكواكب أصنامهم خلف غائب < / شعر > ولهذه الطائفة المعروفة بالحرانيين والصابئة فلاسفة ، الا أنهم من حشوية الفلاسفة ، وعوامهم مباينون لخواص حكمائهم [1] في مذاهبهم ، وانما أضفناهم الى الفلاسفة اضافة سبب لا اضافة حكمة ، لأنهم يونانية وليس كل اليونانيين فلاسفة ، انما الفلاسفة حكماؤهم . ورأيت على باب مجمع الصابئة بمدينة حران مكتوباً على مدقة الباب بالسريانية قولا لأفلاطون فسره مالك بن عقبون [2] وغيره منهم وهو « من عرف ذاته تألَّه » وقد قال افلاطون « الإنسان نبات سماوي ، والدليل على هذا أنه شبيه شجرة منكوسة أصلها الى السماء وفروعها في الأرض ، ولأفلاطون وغيره ممن سلك طريقه في النفس الناطقة كلام كثير في هل النفس في البدن أو البدن في النفس ، كالشمس أهي في الدار أو الدار في الشمس ، وهذا قول يتغلغل بنا الكلام فيه الى الكلام في تنقل الارواح في أنواع الصور . القول في تنقل الارواح : وقد تنازع أهل هذه الآراء ممن قصد هذه المقالة في النقلة على وجهين ، فطائفة من الفلاسفة القدماء اليونانيين والهند - ممن لم يثبت كلاماً منزلًا ولا نبياً مرسلًا منهم أفلاطون ومن يمم طريقهم - حكي عنهم أنهم زعموا أن النفس جوهر
[1] في نسخة : مضافون لخواص حكمائهم اضافة سبب . [2] في نسخة : مالك بن عفنون .
238
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 238