نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 175
نعمتنا ، ويُخصِب بلادنا ، ويرد علينا ما شرد من أنعامنا ، ونعطيكم مَوْثِقا أن لا نشرك با لله شيئاً ، فسألت الرسل ربها ، فأجابهم إلى ذلك ، وأعطاهم ما سألوا ، فأخصبت بلادهم ، واتسعت عمائرهم إلى أرض فلسطين والشام : قرًى ومنازل وأسواقاً ، فأتتهم رسلهم ، فقالوا : موعدكم ان تؤمنوا با لله ، فأبوا إلا طغياناً وكفراً ، فمزقهم الله كل ممزق ، وباعد بين أسفارهم . قال المسعودي : وإذ قد ذكرنا جملا من أخبار السد وبلاد مأرب ، وعمرو ابن عامر ، وغير ذلك مما تقدم ذكره في هذا الباب ، فلنرجع الآن إلى اخبار الكهان . أول كهانة سطيح الغساني : وكان أول ما تكهن به سطيح الغساني انه كان نائما في ليلة سهاكية مظلمة مع اخوته في لحاف ، والحي خُلُوف ، إذ زعق من بينهم ورنَّ وتأوه ، وقال : والضياء والشفق ، والظلام والغسق ، ليطرقنكم ما طرق ، قالوا : ما طرق يا سطيح ؟ قال : ما طرق إلا الأجْلَحُ ، حين سرى الليل البهيم الأفلح ، وولاهم بسردح ، قالوا : وما علامة ذلك يا سطيح ؟ قال : أمر يسد النقرة ، ذو حبسة في الوجرة ، وحرة بعد حرة ، في ليلة قرة ، فانصرفوا عن قوله ، واستهانوا بأمره ، وتعاصفت مدود من اودية هناك ، ففاجأتهم في ليلة باردة قرة كما ذكر ، فساقت الأنعام والمواشي ، وكادت ان تذهب بعامتهم . ولسطيح الكاهن ولشق بن صعب [1] أخبار كثيرة عجيبة : منها رؤيا تبع الحميري في أن جَمْرة [2] خرجت من ظلمة ، فوقعت
[1] في نسخة : بن مصعب . [2] في نسخة : في أن جمجمة .
175
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 175