نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 166
< شعر > انّ معاذ بن مسلم رجل قد ضَجَّ من طول عمره الأبَد [1] [ قد شاب رأس الزمان واختضب الدهر وأثواب عمره جُدُد ] [2] يا نسر لقمان كم تعيش ؟ وكم تلبس ثوب الحياة يا لُبَدُ ؟ قد أصبحَتْ دار حمير خَربِت وأنت فيها كأنك الوَتِدُ تسأل غربانها إذا حجلت كيف يكون الصُّدَاع والرمد < / شعر > علة طول الأعمار ونقصها : وقد قدمنا فيما سلف في مواضع من هذا الكتاب ما قالت الأوائل في علة طول الأعمار وقصرها ، وعظم الأجسام في بَدء الأمر [3] ، وتناقصها على مرور الأعصار ومُضي الدهور ، وأن الله تبارك وتعالى لما بدأ الخلق كانت الطبيعة التي جعلها الله جبلَّة للأجسام [4] في تمام الكثرة ونهاية القوة والكمال ، والطبيعة إذا كانت تامة القوة كانت الأعمار أطول ، والأجسام أقوى ، لأن طرق الموت الطارئ يكون بانحلال قوى [5] الطبيعة ، فلما كانت القوة أتم ، كانت الاعتمار أزيد ، وكان العالم في أولية شأنه تام العمر ، ثم لم يزل ينقص أولا فأولا لنقصان المادة ، فتنقص الأجسام والأعمار مع نقصان المادة ، حتى يكون آخر مائية الطبيعة في تناهي النقص في الأجسام والأعمار . وقد أبى [6] ما ذكرنا من عظم أجسام الناطقين في صدور الزمان كثير من أهل النظر والبحث ممن تأخر ، وزعموا أن تأثيرهم في بنيانهم وما ظهر في الأرض من أعمالهم يدل على صغر أجسامهم ، وأنها كانت كأجسامنا ، لما شاهدوه من مساكنهم وأبوابهم وممراتهم فيما
[1] في الأصول « قد صح في طول عمره الأبد » . [2] سقط هذا البيت من إحدى النسخ . [3] في نسخة : بدء الدهر . [4] في نسخة : للإسلام . [5] في نسخة : باعلال قوى الطبيعة . [6] في نسخة : وقد أتى على ما ذكرنا .
166
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 166