نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 149
الأول في شعره ، كما أن من شرط الواصف أن يبدأ بهوادي الأسباب [1] فيوضح عنها ، فهذا وجه زجر عبيد الراعي في شعره . اختصاص بعض العرب ببعض هذه الأمور : ويقال : إن الكهانة لليمن [2] ، والزجر لبني أسد ، والقيافة لبني مُدْلج وأحياء مضر ابن نزار بن معد ، لما كان من فعل بني نزار الأربعة في مسيرهم نحو الأفعى الجرهمي ، ووصفهم الجمل الشارد ، على ما ذكرنا ، وذلك منهم قيافة ، فمن هنالك تفرقت القيافة من أحياء مضر على حسب ما تغلغل في العروق ونزع ، وأهل المياه أكْهَنُ ، وأهل البر الفائح أقْوَفُ [3] ، وبأرض الجفار [4] - وهي بلاد الرمل بين بلاد مصر وأرض الشام - أناسٌ من العرب في تلك الجفار يتناول الإنسان من تمر نخلهم فيغيب عنهم السنين ولم يروه ولا شاهدوه ، فإن رأوه بعد مدة علموا أنه الآخذ لتمرهم ، ولا يكادون يخطئون ، وهذا من فعلهم مشهور ، ولا يكاد تخفى عليهم أقدام أي الناس هم . ورأيت بهذه الأرض أناساً قد رتَّبهم وُلاة المنازل يطوفون في هذا الرمل ، يُعرفون بالقُصَّاص ، يقصون آثار الناس وغيرهم ، فيخبرون ولاة المنازل أي الناس هم ممن طرق تلك البلاد ، وهم لم يروهم ، بل رأوا آثار أقدامهم ، وهذا معنى لطيف وحس دقيق . القيافة : وقد قَفَتْ القَافةُ بقريش حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ، حتى أتت باب الغار على حجر صَلْد وصخر صم وجبال لا رمل عليها ولا طين ولا تراب تتبين عليه الأقدام ، فحجبهم الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم بما كان
[1] في نسخة : ببوادي الأسباب . [2] في نسخة : ان الكهانة لقيس . [3] في نسخة : وأهل العروق أكهن ، وأهل الجمال أقوف . [4] في نسخة : وبأرض الحفاء .
149
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 149