نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 117
وانفرد كل رجل منكم برجل منهم ، قالوا له : فافعل ما بدا لك ، واجتمع رأيهم عليه ، فقالت عفيرة لأخيها الأسود : لا تفعل هذا ، فإن الغدر فيه ذلة وعار ، ولكن كابدوا القوم في ديارهم تظفروا أو تموتوا كراما ، قال : لا ، ولكن نمكر بهم ، فيكون ذلك أمْكَنَ لنا من نواصيهم ، وأبلغ في الانتقام منهم ، فقالت عفيرة في ذلك أشعاراً قد ذكرناها فيما سلف من كتبنا . ثم ان الأسود صنع طعاماً كثيراً ، وأمر قومه فاخترطوا سيوفهم ودفنوها في الرمل حيث أعدوا الطعام ، ثم قال لهم : إذا أتاكم القوم يرفلون في حليهم [1] فخذوا أسيافكم ثم شدوا [2] عليهم قبل ان يأخذوا مجالسهم ، وابدأوا بالرؤساء ، فإنكم إذا قتلتموهم لم تبالوا بالسَّفِلة ، ولم تكن بعد ذلك منهم حال تكرهونها ، قالوا : نفعل ما قلت . ثم دعا الأسود بعملوق الطسمي ومن معه من رؤساء طسم باليمامة ، فأسرعوا اجابة دعوة الأسود ، فلما توافوا الى المدْعاة وثبَت جديس ، فاستثاروا سيوفهم من الرمل ، وشدوا على عملوق واصحابه فقتلوهم حتى أفنوهم عن آخرهم ، ومضوا الى ديارهم فانتهبوها ، وقال الأسود بن غفار في ذلك أشعاراً يرثي بها طسما ، ويذكر بغيها [3] وفعل عملوق بأخته ، يطول بذكرها الكتاب ، وقد تقدمت فيما سلف من كتبنا . رباح الطسمي يستنجد حمير على جديس : قال : وهرب رجل من طسم - وكان اسمه رباح بن مرة الطسمي - فأتى الى حسان بن تبع الحميري ملك اليمن يومئذ فاستغاث به ، وقد كان عمد الى جريدة
[1] في نسخة : يرفلون في حللهم . [2] في نسخة : ثم تقدموا عليهم . [3] في نسخة : ويذكر نعيمها .
117
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 117