نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 316
وانه خرج عن أرض اليمن في جماعة من ولده واهله ومن انضاف الى جملته حتى وافى اقاصي بلاد المغرب ، فأقام هنالك ، وانسَل في تلك الديار ، واستعجم لسانه ، ووازى من كان هنا لك في اللغة الأعجمية من الافرنجة والروم ، فزالت نسبته [1] ، وانقطع سببه ، وصار منسياً في ديار اليمن . وكان يونان جباراً عظيما ، وسيما جسيما ، وكان حسن العقل والخلق جزْل الرأي ، كثير الهمة ، عظيم القدر . وقد كان يعقوب بن إسحاق الكندي يذهب في نسب يونان الى ما ذكرنا من أنه أخ لقحطان ، ويحتج لذلك بأخبار يذكرها في بدء الأنساب ، ويوردها من حديث الآحاد والأفراد ، لا من حديث الاستفاضة والكثرة . وقد رَدَّ عليه أبو العباس عبد الله بن محمد الناشئ في قصيدة له طويلة ، وذكر خلطه [2] نسب يونان بقحطان ، على حسب ما ذكرنا آنفاً في صدر هذا الباب ، فقال : < شعر > أبا يُوسفٍ ، إني نظرت فلم أجد على الفحْص رأياً صحَّ منك ولا عقدا وصرت حكيما عند قوم إذا امرؤ بَلاهمْ جميعاً لم يجد عندهم عندا أتقْرنُ إلحاداً بدين محمد ؟ لقد جئت شيئاً يا أخا كندةٍ إدَّا وتخلط يوناناً بقحطان ضلَّة لعمري لقد باعَدْت بينهما جدا < / شعر > مساكن يونان : ولما نشأ ولد يونان وكثر [3] خرج يسير في الارض يطلب موضعاً يسكنه ، فانتهى الى موضع من الغرب ، فنزل بمدينة
[1] في بعض النسخ « وانقطع نسبه » [2] في بعض النسخ « ووكد خلطه « [3] في بعض النسخ « وكبر »
316
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 316