نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 317
أثينا [1] ، وهي المعروفة بمدينة الحكماء في ديار المغرب في صدر الزمان ، واقام بها هو ومن معه من ولده ، فكثر نسله بها وبنى بها البنيان العظيم ، الى ان أدركته الوفاة ، فجعل وصيته الى الأكبر من ولده ، واسمه حربيوس [2] ، فقال له : يا بني ، إني قد وافيت الأجل ، وقربت من الحتْم الواجب ، واني راحل عنك ومفارقك ، ومفارق إخوتك وأهل بيتك ، وقد كانت احوالكم حسنة النظام بي ، وكنت لكم كهْفاً في الشدائد ، وعوْناً على المحن ، ومِجنّا من الزمان ، فعليك بالجود فإنه قطب الملك ومفتاح السياسة ، وباب السيادة ، وكن حريصاً على اقتناء الرجال بالإنعام عليهم تكن سيداً رشيداً ، وإياك والحيدَ عن الطريق المثلى التي عليها بني العقل [3] فإن من ترك راي اللب وثمرة العقل تورَّط في المهالك ، ووقع في مقابض المتالف : حربيوس : ثم مات يونان ، واستولى ولده حربيوس على مكان أبيه ، وضم اليه اهله وولده وعمل بما أمره [4] ونما خبرهم ، وكثر نسلهم ، فغلبوا على ديار المغرب من بلاد الافرنجة والنوكبرد [5] وأجناس الأمم من الصقالبة وغيرهم . فيلبس : وكان أول ملوكهم ممن سماه بطليموس في كتابه : فيلبس ، وتفسيره محب الفرس ، وقيل : ان اسمه يابس [6] ، وقيل : فيلقوس ، وكانت مدة ملكه سبع سنين . وقد قيل : ان اليونانيين لما سار البخت نصر من ديار المشرق نحو
[1] في بعض النسخ « أفيتية » [2] في بعض النسخ « حرينوس » . [3] في بعض النسخ « التي عليها يبنى العقل » [4] زيادة في بعض النسخ . [5] في بعض النسخ « والتوكير » . [6] في بعض النسخ « ملبص » .
317
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 317