نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 272
وصايا أردشير وكتبه : وكان مما حفظ من وصية أردشير لابنه سابور عند نصبه إياه للملك أن قال له : يا بني ، ان الدين والملك أخوان ، ولا غنى لواحد منهما عن صاحبه ، فالدين أس الملك ، والملك حارسه ، وما لم يكن له أس فمهدوم [1] ، وما لم يكن له حارس فضائع . وكان مما حفظ من مكاتباته - أعني أردشير - إلى خواص من أنواع رعيته وعماله : من أردشير بن بهمن ملك الملوك ، إلى الكُتّاب الذين بهم تدبير المملكة ، والفقهاء الذين هم عماد الدين ، والأساورة الذين هم حُماة الحرب ، والى الحراث الذين هم عَمَرة البلاد ، سلام عليكم ، نحن بحمد الله صالحون ، وقد رفعنا إتاوتنا عن رعيتنا بفضل رأفتنا ورحمتنا ، ونحن كاتبون إليكم بوصية فاحفظوها : لا تستشعروا الحقد فيكم فيدهمكم العدو ، ولا تحبوا الاحتكار فيشملكم القحط ، وكونوا لأبناء السبيل مأوى ترووا غداً في المعاد ، وتزوجوا في الأقارب فإنه أمَسُّ للرحم وأقرب للنسب ، ولا تركنوا للدنيا فإنها لا تدوم لأحد ، ولا تهتموا لها فلن يكون إلا ما شاء الله ، ولا ترفضوها مع ذلك فإن الآخرة لا تنال إلا بها . وكتب أردشير الى بعض عماله : بلغني أنك تؤثر اللين على الغلظة ، والمودة على الهيبة ، والجبن على الجراءة ، فليشتد أوَّلُك ، وليلن آخرك ، ولا تخلين قلباً من هيبة ، ولا تعطلنه من مودة ، ولا يبعد عليك ما أقول لك فإنهما يتجاوران . سابور : ثم ملك بعد أردشير ابنه سابور ، وكان ملكه ثلاثاً وثلاثين سنة ، وكانت له حروب مع كثير من ملوك العالم ، وبنى