نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 271
أن من بني قبله المدائن وحصَّن الحصون وساق الجموع وكان أعظم جيشاً وأشد جنوداً وأتم عديداً قد صار رميما هشيما ، وتحت التراب مقيما ، فآثر التفرد [1] عن المملكة ، والترك لها ، واللحاق ببيوت النيران ، والانفراد بعبادة الرحمن ، والأنس بالوحدة ، فنصب ابنه « سابور » لمملكته ، وتوجه بتاجه ، وذلك أنه رآه أرجح ولده حلماً ، وأكملهم علماً ، وأشدهم بأساً ، وأجزلهم مراساً ، فعاش بعد ذلك في حال تزهده ، وخلوه بربه ، وكونه في بيوت النيران سنة ، وقيل شهرا ، وقيل : أكثر مما ذكرنا . وأقام أردشير اثنتي عشرة سنة يحارب ملوك الطوائف ، فمنهم من يكاتبه فينقاد الى ملكه رهبة من صولته ، ومنهم من يمتنع عليه فيسير الى داره ويأتي عليه ، وكان آخر من قتل منهم ملكاً للنبط بناحية سواد العراق اسمه بابا بن بردينا صاحب قصر بن هبيرة ، ثم أردوان الملك ، وفي هذا اليوم سمي شاهنشاه ، وهو ملك الملوك . وأمُّ ساسان الاكبر من سبايا بني إسرائيل ، وهي بنت سانال ، ولأردشير بن بابك أخبار في بدء ملكه مع زاهد من زهادهم وأبناء ملوكهم يقال له بيشر ، وكان أفلاطوني المذهب على رأي سقراط وأفلاطون ، أعرضنا عن ذكرها ، إذ كنا قد أتينا على جميع ذلك في كتابنا « أخبار الزمان » وفي الكتاب الأوسط مع ذكر سيره وفتوحه ، وما كان من أمره ، ولأردشير بن بابك كتاب يعرف بكتاب « الكرنامج » فيه ذكر أخباره وحروبه ومسيره في الارض وسيره .