واتفق أهل الحق من جميع علماء أهل السنة أن عثمان رضي الله عنه قتل مظلوماً شهيداً ، وللقتل أسباب تقتضيه لم يأت عثمان شيئاً منها ، وجميع ما أنكر عليه أجيب عنه رحمة أبثه تعالى عليه ومن أوجب قتله لم يكن ذلك إلى مثل هؤلاء السفلة أولي الشرور وإنما يكون إلى أهل الحل والعقد في الأمور . قلت وليس يحصى فضائل عثمان وما له من المحاسن والإحسان الشاهدة له بالشهادة الحسنة والسعادة بالجنة . منها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبوا به لماء جاء يستأذن : " إيذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " أخرجه البخاري وأخرجه مسلم من طرق قال في إحداها : فقال اللهم صبراً والله المستعان . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم وقد صعد أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف : " اسكن أحد فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان " قال الراوي وهو أنس أظنه ركضه برجله وقال اسكن أحد الحديث أخرجه البخاري وقد تقدم . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا أستحيي ممن يستحي منه الملائكة " وفي بعض النسخ : " من رجل يستحي منه الملائكة " لما قالت له عائشة : دخل أبو بكر فلم تهش له ، ولم تباله ، ثم دخل عمر ، ولم تهش له ، ولم تباله ، ثم دخل عثمان ، فجلست فسويت ثيابك . ورواية البخاري أنه كان صلى الله عليه وآله وسلم قاعداً في مكان فيه ماء قد انكشف عن ركبته أو ركبتيه فلما دخل عثمان غطاها . وفي رواية مسلم كان صلى الله عليه وآله وسلم مضطجعاً في بيته كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر الحديث . وفي حديث مسلم الآخر أن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته . وفي الحديث المتقدم عن ابن عمر رضي الله عنهما في تفضيلهم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر ثم عمر ثم عثمان . ومن مناقبه أيضاً تزويج النبي عليه السلام بابنتيه رقية وأم كلثوم ، ولذلك لقب بذي النورين ، يقال إنه ما تزوج من بني آدم ابنتي نبي سواه . ومنها تجهيزه جيش العسرة ، وحفره بير رومة روينا في جامع الترمذي أيضاً عن عبد الرحمن بن سمرة قال : جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بألف دينار حين جهز جيش العمرة ، فنشرها في حجره ، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقلبها بيده