responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 354


وقال محمد بن الحسين : سمعت أبي يقول : رأيت معروفاً الكرخي في النوم بعد موته ، فقلت له : ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي ، فقلت : بزهدك وورعك ؟ قال : لا بل بقبول موعظة ابن السماك ولزومي الفقر ومحبتي للفقراء . وكانت موعظة ابن السماك قوله : من أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملته ومن أقبل على الله بقلبه أقبل الله برحمته عليه ، وأقبل بوجوه الخلق إليه ، ومن كان مرة ومرة فالله يرحمه وقتاً ما ، قال فوقع كلامه في قلبي وأقبلت على الله تعالى وتركت جميع ما كنت عليه . وذكر بعضهم ، أنه سمع مشايخ بغداد يحكون أن عون الدين بن هبيرة كانت سبب وزارته أنه قال : قد ضاق ما بيدي . حتى فقدت القوة أياماً ، فأشار علي بعض أهلي أن أمضي إلى قبر معروف الكرخي رضي الله تعالى عنه ، واسأل الله عنده ، فإن الدعاء عنده مستجاب ، قال : فأتيت قبر معروف الكرخي ، فصليت عنده ، ودعوت ، ثم خرجت لأقصد البلد يعني بغداد ، فاجتزت بمحلة من محال بغداد ، فرأيت مسجداً مهجوراً ، فدخلته لأصلي فيه ركعتين ، فإذا بمريض ملقى على بارية ، فقعدت عند رأسه وقلت له : ما تشتهي ؟ فقال : سفرجلة ، قال : فخرجت إلى بقال هناك ، فرهنت ميزرتي على سفرجلتين وتفاحة وأتيته بذلك ، فأكل من السفرجلة ثم قال أغلق باب المسجد فأغلقته فتحنى عن البارية ، وقال : احفرها هنا ، فحفرت فإذا بكوز ، فقال : خذ هذا فأنت أحق به ، فقلت أما لك وارث ؟ قال : لا إنما كان لي أخ ، وعهدي به بعيد ، وبلغني أنه مات ، ونحن من الرصافة ، قال : فبينما هو يحدثني إذ قضى نحبه ، فغسلته وكفنته ودفنته ، ثم أخذت الكوز وفيه مقدار خمس مائة ينار ، وأتيت إلى دجلة لأعبرها ، وإذا بملاح في سفينة عتيقة وعليه ثياب رثة ، فقال : معي معي ، فنزلت معه وإذا به من أكبر الناس شبهاً بذلك الرجل ، فقلت : من أين أنت ؟ فقال : من الرصافة ولي بنات ، وأنا صعلوك ، فقلت : ما لك أحد ؟ قال : لا وكان لي أخ ولي عنه زمان وما أدري ما فعل الله به ، فقلت : ابسط حجرك ، فبسط فصببت المال فيه ، فبهت فحدثته الحديث ، فسألني أن آخذ نصفه ، فقلت : و الله ولا حبة ، ثم صعدت إلى دار الخليفة ، وكتبت رقعة ، فخرج عليها أشراف المخزن ، ثم تدرجت إلي الوزارة ، ومناقب معروف كثيرة ، وفضائله شهيرة ، وموضع ذكر شيء منها كتب السلوك . وفيها توفي أبو البختري وهب بن وهب القرشي الأسدي المدني ، حدث عن العمري وجعفر الصادق وهشام بن عروة وغيرهم . وروى عنه غير واحد ، وكان متروك الحديث ، ينسب إلى وضعه ، وتولى القضاء

354

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست