responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 338


قال فخز الفضل على وجهه ضاحكاً ثم رفع رأسه وقال : يا أخا العرب ، أنا والله الفضل فقل ما شئت ، قال : عزمت عليك يا أيها الأمير أنت الفضل ؟ قال : أنا الفضل قال : فأقلني على ما مضى من الكلام مني إليك ، قال : أقالك الله ، اذكر حاجتك ، قال : عشرة آلاف دينار . قال : يا أخا العرب أزريت بنا وبنفسك لك عشرة ومثلها . قال : فحسده بعض الجلساء ، وقال له : يا أمير تعطي شاعراً عشرين ألف دينار كان يقنع بالقليل عن الكثير ، بالله يا أمير ألا ما ربيت عليه فإن دفع عن نفسه بيت من الشعر وإلا أخذت النصف ، وكان في النصف الكفاية ، قال : فسمع كلامه وأوتر القوس وركب السهم وقال يا أخا العرب ادفع عن نفسك ببيت من الشعر وإلا أخرجت هذا السهم من عينيك ، فأنشأ الأعرابي يقول :
فقوسك قوس المجد والوتر الندي * وسهمك سهم الجود فاقتل به فقري فقال : زيدوه عشرين على العشرين . رجعنا إلى ذكر ما نزل بالبرامكة من البلاء ، واستحالة تلك السراء إلى الضراء وتلك النعم إلى النقم وبهجة السرور إلى بؤس الشرور ، قال أهل التاريخ : ثم إن الرشيد لما قتل جعفراً على ما تقدم في ترجمته ، قبض على أبيه بيحيى وأخيه الفضل المذكور ، وكانا بالرقة ، فسجنهما بها ، واستصغى أموال البرامكة ، ويقال : ان الرشيد سير مسرور الخادم إلى السجن فجاءه وقال للموكل بهما : اخرج إلي الفضل ، فأخرجه إليه ، فقال له : ان أمير المؤمنين يقول لك إني قد أمرتك أن تصدقني عن أموالكم ، فزعمت أنك قد فعلت وقد صح عندي أنك أبقيت لك مالاً كثيراً ، وقد أمرني إن لم تطلعني على المال أن أضربك مائتي سوط ، وأرى لك أن لا تؤثر مالك على نفسك ، فرفع الفضل رأسه إليه وقال : و الله ما كذبت فيما أخبرت به ، ولو خيرت بين الخروج من ملك الدنيا وبين أن أضرب سوطاً واحداً لاخترت الخروج ، وأمير المؤمنين يعلم ذلك ، وأنت تعلم أنا نصون أعراضنا بأموالنا ، فكيف صرنا نصون أموالنا بأنفسنا ؟ فان كنت قد أمرت بشيء فامض له ، فأخرج مسرور سوطاً كان معه في منديل فضربه مائتي سوط ، وتولى ضربه بنفسه ، فضربه أشد الضرب ، وهم لا يحسبون الضرب ، وكاد أن يتلفه ، وكان هناك رجل بصيراً بالعلاج فطلبوه لمعالجته ، فلما رآه قال : يكون قد ضربوه خمسين سوطاً ، فقيل له : بل مائتي سوط ، فقال : ما هذا إلا أثر خمسين لا غير ، ولكن يحتاج أن ينام على ظهره على بارية وعدوس على صدره ، ثم أخذ بيده فجذبه على البارية فتعلق بها من لحم ظهره شيء كثير ، ثم أقبل يعالجه إلى أن نظر يوماً إلى ظهره فخر المعالج ساجداً ، فقيل له : ما بالك ؟ قال : قد برئ وقد نبت في ظهره لحم حي ، ثم

338

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست