responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 290


وقال بعضهم : أظنه في بلد نصيبين ، وهو موضع الوقعة والشاري بفتح الشين المعجمة وبعد الألف راء واحدة ، الشراة بضم الشين وهم الخوارج سموا بذلك لقولهم : شرينا أنفسنا في طاعة الله أي بعناها بالجنة حين فارقنا الأئمة الجائرة . وكان الوليد المذكور أحد الشجعان الأبطال ، وكان رأس الخوارج ، خرج في خلافة هارون الرشيد وبغى وحشد جموعاً كثيرة ، فأرسل إليه هارون جيشاً كثيفاً مقدمه أبو خالد يزيد بن مرثد بن زائدة الشيباني ، فجعل يخاتله ويماكره وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد ، فأغروا به الرشيد ، وقالوا إنه يراعيه لأجل الرحم وإلا فشوكة الوليد يسيرة ، وهو يواعده وينتظر ما يكون من أمره ، فوجه إليه الرشيد كتاب مغضب ، وقال : لو وجهت أحد الخدام أو قال أصغر الخدم لقام بأكثر ما تقوم به ، ولكنك مداهن متعصب ، وأمير المؤمنين يقسم بالله لئن أخرت مناجزة الوليد ليبعثن إليك من يحمل رأسك إلى أمير المؤمنين ، فالتقيا فظهر على الوليد فقتله ، وذلك في سنة تسع وسبعين ومائة في شهر رمضان ، وهي وقعة مشهورة مسطورة في التاريخ . وفي السنة المذكورة توفي إمام دار الهجرة وشيخ الأئمة الجلة أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي ، نسبة إلى بطن من حمير ، يقال له ذو أصبح ، ولد سنة أربع وتسعين ، وسمع من نافع والزهري وطبقتهما وأخذ القراءة عرضاً عن نافع بن أبي نعيم ، قال الإمام الشافعي : إذا ذكر العلماء فلمالك النجم . وكان مالك طويلاً جسيماً عظيم الهامة أبيض الرأس واللحية ، وقيل تبلغ لحيته صدره ، وقيل كان أشقر أزرق العينين يلبس الثياب العدنية الرفيعة البيض . وقال أشهب : كان مالك إذا أعتم جعل منها تحت ذقنه ، ويسدل طرفيها بين كتفيه ، وقال خالد بن خداش : رأيت على مالك طيلساناً وثياباً مروية جياداً ، قيل : و كان يكره خلق الثياب ، يعيبه ويراه من المثلة ولا يغير شيبه . وقال ابن عيينة لما بلغه موت مالك : ما ترك على وجه الأرض مثله . وقال أبو مصعب : سمعت مالكاً يقول : ما أفنيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك وعنه أنه قال : قل رجل كنت أتعلم منه ومات حتى يجيئني ويستفتيني . قلت أخبر رضي الله عنه بنعمة الله تعالى عليه ، وقد يقع مثل هذه الغيرة وقد والحمد لله وقع لي ذلك ، فبعض شيوخي التمس مني أن يقرأ علي بعض العلوم وبعضهم سألني عن بعض الأحكام الفقهية ، وبعضهم رجع عن بعض ما أفتى به لما وقف على ما أفتيت به

290

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست