responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 282


من الخليل ، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه ولا على مثال تقدمه احتذاه ، وإنما اخترعه من ممر له بالقصارين من وقع مطرقة على طست ، وقيل : و هو في اختراعه عالم العروض الذي هو لصحة الشعر وفساده ميزان كارسطاطاليس الحكيم في اختراعه علم المنطق الذي هو ميزان المعاني وصحة البرهان ، وفي ذلك أقول على طريق التشبيه والبيان :
بميزان حبر بارع كن بما أتى * يجيء أرسطاطاليس صنعاً ويبدعا بحيث سما علياً النجابة واضعاً * عروضاً حكت روضاً زها متنوعا يظل به من يهتدي الحسن مولعاً * ومن لا يحسن يهتدي متولعا كأن بها الحسن من تلك بدرة * بدا من سما مجد الخليل مشعشعا ومن تأسيس الخليل بناء كتاب العين الذي يحضر فيه لغة أمة من الأمم ، ثم من إمداد سيبويه من علم النحو بما صنف منه كتابه المشهور ، ومن براعة ذكائه : ما ذكر في كتاب المقتبس أنه كان للناس رجل يعطي دواء لظلمة العين ينتفع الناس به ، فمات ، فاحتيج إلى ذلك الدواء ، ولم يعرف ما هو ، فذكر ذلك للخليل فقال : اله نسخة معروفة ؟ قالوا : لم نجد نسخته . قال : فهل كانت له آنية يعمل فيها ؟ قالوا : نعم إناء كان يجمع فيه الأخلاط ، قال : فأتوني به ، فجاءوه به ، فجعل يتشممه ويخرج نوعاً نوعاً حتى ذكر خمسة عشر نوعاً ، ثم عمله وأعطاه الناس فشفوا به ، ثم وجدت النسخة والأخلاط المذكورة فيها ستة عشر ، لم يغفل إلا واحداً . قلت ومما يناسب هذا الفهم العظيم ما حكي عن حكيم ، وذلك أنه عمي بعض الحكماء في بلاد الشام ، ولم يدر ما سبب عماه حتى يعالجه بما يناسبه من أضداد العلة المذهبة للبصر ، فسمع بحكيم في بلاد الهند ، فارتحل إليه ، فلما قدم عليه عرض عليه ما أصاب عينيه ، فنظر فيهما ذلك الحكيم ، ثم قال له : العلة في ذهاب نور بصرك أنك بلت في يوم حار على حية ميتة في سبخة من الأرض ، فطلع في عينيك بخارها ، ثم استدعى بغلامه ، فأتي بكحل ، فكحل به عينيه ، فأبصر في الحال ، ثم رجع إلى بلاده فأراد أن يختبر صحة ما قاله الحكيم ، فتتبع موضع الحياث حتى ظفر بحية فقتلها ، ثم رمى بها في سبخة تشرق عليها الشمس ، وتهب عليها الريح مدة من الزمان ، ثم أتى فبال عليها فعمي في الحال ، ثم قال لغلامه : الرحيل فرحل إلى ذلك الحكيم ، وتنكر جهده حتى لا يعرفه ، وقال لغلامه : إذا رفع المرود ليكحل به عيني فخذه من يده وضعه في فمي ، فقال : نعم إن شاء الله ، فلما وصل إليه قال له : أنا رجل غريب وقد ذهب بصري ، عسى من أجل الله تعالى أن تعالجه بما يرد

282

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست