responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 280


به هارون الرشيد كما سيأتي في ترجمته . وقال المنصور له يوماً : و يحك يا ربيع ما أطيب الدنيا لولا الموت ، فقال : ما طابت إلا بالموت ، قال : و كيف ذلك ؟ قال : لولا الموت لم تقعد هذا المقعد ، قلت يعني أنه لو لم يمت الخليفة الذي قبلك لما وصلت الخلافة إليك ، بل لو لم يمت أول ملك من ملوك الدنيا لما ملك أحد بعده ، قال : صدقت ، وقال له المنصور لما حضرته الوفاة : يا ربيع بعنا الآخرة بنومه . وقال ربيع : كنا يوماً وقوفاً على رأس المنصور ، وقد طرحت للمهدي ، وهو ولي عهده وسادة ، إذا أقبل صالح بن المنصور ، وكان قد رسخه لتولية بعض أموره ، فقام بين السماطين والناس على قدر أنسابهم ومراتبهم ، فتكلم فأجاد ، فمد المنصور يده إليه ، وقال يا بني ، واعتنقه ، ونظر إلى وجوه الناس ، هل فيهم من يذكر مقامه ويصف فضله ، وكلهم كرهوا ذلك بسبب المهدي خيفة منه ، فقام شبة بضم الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة ابن عقال التميمي ، فقال : لله در خطيب قام عندك يا أمير المؤمنين : ما أفصح لسانه وأحسن بيانه وأمضى جنانه وأبل ريقه وأسهل طريقه ! وكيف لا يكون كذلك ، وأمير المؤمنين أبوه ، والمهدي أخوه ، وهو كما قال الشاعر :
هو الجواد فإن يلحق بشأوهما * على تكاليفه فمثله لحقا أو يسبقاه على ما كان من مهل * فمثل ما قد ، ما من صالح سبقا فعجب من حضر لجمعه بين المدحين وإرضائه المنصور وخلاصه من المهدي . قال الربيع : فقال لي المنصور : لا يخرج التميمي إلا بثلاثين ألف درهم ، فلم يخرج إلا بها . وقال الطبري : مات الربيع في سنة تسع وستين ومائة خلاف ما قدمناه وقيل : ان الهادي سمه ، وقيل : بل مرض ثمانية أيام ، والله سبحانه العلام . وفي السنة المذكورة توفي يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي ، كان والياً على إفريقية خمس عشرة سنة وثلاثة أشهر ، وكان جواداً سرياً ممدوحاً ، قصده جماعة من الشعراء فأعطاهم عطايا سنية ، وهو الذي قصده ربيعة بن ثابت الأسدي الرقي فأحسن إليه ، وكان ربيعة المذكور قد مدح يزيد بن أسيد بضم الهمزة السلمي ، فقصر يزيد في حقه ، فقال يمدح يزيد بن حاتم ويهجو يزيد السلمي بقصيدته التي من جملتها :
لشتان ما بين اليزيدين في الندى * يزيد سليم والأعز بن حاتم فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله * وهم الفتى القيسي جمع الدراهم فلا تحسب التمتام أني هجوته * ولكنني فضلت أهل المكارم

280

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست