شريك بن عبد الله النخعي قال الشاعر : تحرز سفيان وفز بدينه * وأمسى شريك مرصداً للدراهم وحكي عن أبي صالح شعيب بن حرب المدائني وكان أحد الأئمة الكبار السادة المشهورين بالحفظ والدين أنه قال : إني لأحسب يجاء بسفيان الثوري يوم القيامة حجة من الله تعالى على الخلق . توفي رحمه الله تعالى بالبصرة سنة إحدى . وقيل اثنتين وستين ومائة متوارياً من السلطان ، ومولده في سنة خمس . وقيل ست . وقيل سبع وتسعين من الهجرة ، وله رضي الله تعالى عنه من المناقب والمحاسن الجميلات ما لا يسعه إلا مجلدات ، قلت وهو القائل رضي الله عنه لمن رآه بعد موته فسأله عن حاله فيما رآه كثير من الشيوخ العارفين والأئمة الهادين : نظرت إلى ربي عياناً فقال لي * هنياً رضاي عنك يا بن سعيد لقد كنت قواماً إذا ظلم الدجى * بعبرة مشتاق وقلب عميد فدونك فاختر أي قصر تريده * وزرني فإني عنك غير بعيد وفي أول السنة المذكورة توفي أبو الصلت زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي الحافظ . قيل وفي السنة المذكورة توفي أبو بشر عمرو بن عثمان المعروف بسيبويه إمام النحو الحارثي مولاهم ، أخذ النحو عن عيسى بن عمر ويونس بن حبيب وخليل بن أحمد ، واللغة عن أبي الخطاب الأخفش وغيره ، وقال المبرد : لم يقرأ أحد كتاب سيبويه عليه ، وإنما قرىء بعده على ابن الحسين سعيد بن مسعدة الأخفش ، وكان ممن قرأه على الأخفش صالح بن إسحاق الجرمي . وقال أبو زيد النحوي : كلما حكى سيبويه في كتابه بقوله أخبرني الثقة فأنا أخبرته ، يفتخر بذلك ، وقال الأخفش : جاءنا الكسائي إلى البصرة ، وسألني أن أقرئه كتاب سيبويه ، ففعلت ، فوجه إلي خمسين ألف ديناراً ، قيل وكان الأخفش أسن من سيبويه ، وقال ابن سلام : سألت سيبويه عن قوله عز وجل : " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس " - يونس : 98 - على أي شيء نصبت إلا ؟ قال : الا إذا كانت بمعنى لكن نصبت .