responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 263


ثم ذكر سليمان بن مجالد ومعارضته لعمرو ، فقال له عمرو : يا ابن مجالد ، خزنت نصيحتك عن أمير المؤمنين ، ثم أردت أن تحول بينه وبين من أراد أن ينصحه يا أمير المؤمنين ، ان هؤلاء اتخذوك سلماً لشهواتهم ، فأنت كالآخذ بالقرنين وغيرك يحلب ، فاتق الله يا أمير المؤمنين ، فإنك ميت وحدك ، ومبعوث وحدك ومحاسب وحدك ، لن يغني عنك هؤلاء من الله شيئاً ، قال : فأطرق أبو جعفر يفكر في كلامه ، ثم دعا خادماً على رأسه فسار بشيء ، فأتاه الخادم بمنديل فيه دنانير ، فقال : يا أبا عثمان بلغني ما الناس فيه من الشدة ، فاصرف هذه حيث شئت ، قال ما كنت لآخذها ، قال لتأخذها والله قال لا آخذها ، قال والله لتأخذنها ، قال والله لا آخذها ، فقال له المهدي وكان حاضراً ، يحلف أمير المؤمنين لتأخذه وتحلف أنت لا تأخذه ؟ ! قال عمرو : يا ابن أخي إن أمير المؤمنين أقدر على الكفارة مني ، فقال أبو جعفر للمهدي اسكت فإن عمك بناء واثق ، قال : فسكت وقعد قليلاً ثم قمنا ، فقلت لأبي حنيفة عند خروجنا : إنا نسينا ما أردنا من الكلام ، فكيف ذهب عنا أن نجيء بما جاء به عمرو ومن كتاب الله ؟ ! . قلت عمرو بن عبيد المشهور بالزهادة والعبادة من المعتزلة ، وله في الاعتقاد أقوال شنيعة في الابتداع مضيعة في الأسماع ، ذكرت بعضها في الكتاب الموسوم بالمرهم ، ولما اعتزل هو وأصحابه حلقة الحسن البصري وباينوا أهل السنة ، سموا معتزلة من يومئذ . وقال الهذلي المذكور : قال السفاح : بأي شيء بلغ حسنكم ما بلغ ؟ يعني الحسن البصري . قلت : يا أمير المؤمنين ، جمع كتاب الله وهو ابن اثنتي عشرة سنة فلم يجاوز سورة إلى غيرها حتى يعرف تأويلها وفيما أنزلت ، ولم يقلب درهماً في تجارة ، ولم يل للسلطان امارة ولم يأمر بشيء فيهم حتى يفعله ، ولا يترك شيئاً حتى بدعه ، أو كما قال ، فقال : بهذا بلغ الشيخ ما بلغ . وقال الأصمعي : قال لي الرشيد : قال المنصور للمهدي : يا عبد الله إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى ، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة ، والرعية لا يصلحها إلا العدل ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه . وذكر في المقتبس أيضاً : انه لما أتم المنصور بناء مدينة السلام بغداد ، وأراد النقلة إلى قصره بباب الذهب ، وقف على باب القصر يتأمله ، فإذا على الحائط مكتوب .

263

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست